للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

واشتغل على أَبِيه فِي الْفُنُون وبرع فِي الْعَرَبيَّة، وَعرف بجودة الذكاء وعلو الهمة، وَدخل الْقَاهِرَة غير مرّة. وَمَات بهَا فِي الطَّاعُون سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين. وَرَأَيْت فِي استدعاء بِخَط حُسَيْن الفتحي أجَاز فِيهِ شَيخنَا ذكر فِيهِ مُحَمَّد بن طَاهِر فأظنه هَذَا. مُحَمَّد بن طَاهِر بن قَاضِي الْقُضَاة الشَّمْس بن يُونُس الشَّافِعِي. برع فِي الْفِقْه وَالتَّفْسِير وَغَيرهمَا وَعمر تَفْسِيرا فِي مجلدين، وَولي قَضَاء الْموصل كآبائه من قبله سِنِين وتمول وفخم وحمدت سيرته إِلَى أَن ثار أَصْبَهَان بن قرا يُوسُف وعاث بِتِلْكَ الْبِلَاد فَلَمَّا أَخذ الْموصل عذبه حَتَّى هلك فِي الْعقُوبَة سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَخَربَتْ بعده ونزح عَنْهَا أَهلهَا وَصَارَت منزلا للعربان، ذكره المقريزي فِي عقوده. مُحَمَّد بن طَاهِر تنظر حوادث رَمَضَان سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ. مُحَمَّد بن ططر الصَّالح بن الظَّاهِر أبي الْفَتْح، وَأمه ابْنة سودون الْفَقِيه. اسْتَقر وَهُوَ ابْن تسع سِنِين بعد موت أَبِيه بِعَهْد مِنْهُ فِي يَوْم الْأَحَد خَامِس ذِي الْحجَّة سنة أَربع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة، وَتَوَلَّى الأتابك جَانِبك الصُّوفِي تَدْبِير الملكة فَلم يلبث أَن قبض على جَانِبك وَصَارَ التَّكَلُّم لبرسباي الدقماق فدام أشهرا ثمَّ خلع هَذَا وتسلطن ولقب بالأشرف وَذَلِكَ فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء ثامن ربيع الآخر سنة خمس وَعشْرين وَلزِمَ الصَّالح دَاره بالقلعة عِنْد أمه من غير حَافظ لَهُ بل كَانَ يمشي فِي القلعة حَيْثُ شَاءَ وَرُبمَا يَجِيء للناصري مُحَمَّد بن الْأَشْرَف بل كَانَ يركب مَعَه بِالْقَاهِرَةِ وَيكون على ميمنته كآحاد من فِي خدمته، وَكَانَا متقاربين فِي السن، وَعِنْده نوع بله وخفة وطيش، وَقيل إِنَّه كَانَ لبلهه يُسمى الْفرس البوز الْفرس الْأَبْيَض فَنَهَاهُ بعض أَتْبَاعه وَقَالَ لَهُ قل فرسي البوز فاتفق أَنه رأى فِي بعض الْأَيَّام سلطانية صيني بَيْضَاء هائلة شفافة فسماها السُّلْطَانِيَّة البوز فليم فِيهِ فَقَالَ لالتي علمنيه إِلَى غير هَذَا، وَلما كبر زوجه الْأَشْرَف ابْنة الأتابك يشبك الساقي الْأَعْرَج واستمرت تَحْتَهُ حَتَّى مَاتَ بالطاعون فِي لَيْلَة الْخَمِيس ثَانِي عشري جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ، وَقد ذكره شَيخنَا بِاخْتِصَار جدا وَقَالَ إِنَّه خلع فِي منتصف ربيع الأول وَأقَام عِنْد الْأَشْرَف مكرما حَتَّى طعن.

وَمَات فِي سَابِع عشري جُمَادَى الْآخِرَة. وَكَذَا أرخ الْعَيْنِيّ وَفَاته وَأَنَّهَا فِي لَيْلَة الْخَمِيس سَابِع عشريه قَالَ وَصلى عَلَيْهِ بمصلى المؤمني فِي مشْهد فِي السُّلْطَان وأعيان المملكة، وَدفن عِنْد أَبِيه بِالْقربِ من مشْهد اللَّيْث. وَسَماهُ أَحْمد وَهُوَ غلط كَمَا سَهَا شَيخنَا فِي تَارِيخ خلعه مَعَ كَونه ذكره فِي الْحَوَادِث)

على الصَّوَاب. مُحَمَّد بن طقزق بن نَاصِر الدّين الصَّالِحِي الْحَنَفِيّ. مِمَّن سمع مني.

<<  <  ج: ص:  >  >>