للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قَالَ فَاسْتحقَّ بذلك أَن لَا تحل الرِّوَايَة عَنهُ فَإِن ذَلِك تغرير لَهُ وتجرئة على مَا يرتكبه، وَقد امْتنع مِنْهُ طلبة الحَدِيث على علم بِمَا سمع إِلَى أَن كَانَت سنة أَربع وَخمسين فصدره بعض الطّلبَة لحظ نفس وَقع لَهُ مَعَ بعض الأقران فجرأه ذَلِك على التسميع واغتر بِهِ من لَا علم لَهُ من المبتدئين فَحصل الضَّرَر الْبَالِغ.

قلت وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ متساهل وَلَكِن لَا اعْتِدَاد بقل هَذَا فِيهِ لما كَانَ بَينهمَا من المخاصمات مَعَ مجاورتهما. مَاتَ فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَالِث عشري شعْبَان سنة خمس وَخمسين وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد تجاه مصلى بَاب النَّصْر بِحَضْرَة جمع كثيرين كقاضي الْمَالِكِيَّة الولوي وَقَضَاء الْقُضَاة البدري والأميني الأقصرائي، وَدفن بِالْقربِ من تربة ابْن جمَاعَة بِبَاب النَّصْر عَفا الله عَنهُ وإيانا. مُحَمَّد بن عَبَّاس بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ الشَّمْس المرصفي الخانكي الشَّافِعِي. ولد بمرصفا وَقدم وَهُوَ بَالغ الخانكاه فقطنها واشتغل ولازم الشَّمْس الونائي بالخانقاه وَغَيره فِي غَيرهَا وتكسب بِالشَّهَادَةِ وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير لنَفسِهِ وَلغيره وَأكْثر من التَّرَدُّد إِلَيّ بل قَرَأَ عَليّ فِي سنة إِحْدَى وَسبعين وَأَنا بِمَكَّة الشفا وَغَيره وَهُوَ خير لين الْجَانِب لَهُ مُشَاركَة. مَاتَ بِبَيْت الْمُقَدّس وَقد توجه لزيارته فِي سنة خمس وَتِسْعين وَقد جَازَ السِّتين رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن عَبَّاس بن مُحَمَّد بن حُسَيْن بن مَحْمُود بن عَبَّاس الشَّمْس الصلتي ثمَّ المعري سبط الْبُرْهَان بن وهيبة. ولد فِي سنة خمس وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة أَو قبلهَا وَنَشَأ فِي حجر خَاله الْبَدْر بن وهيبة فاشتغل قَلِيلا وَأذن لَهُ الشَّمْس بن خطيب يبرود فِي الْإِفْتَاء، وَولي قَضَاء غَزَّة فِي أَوَائِل الْقرن مضافاص للقدس وَمن قبل ذَلِك ولي قَضَاء بعلبك وحمص وحماة مرَارًا، ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فسعى فِي قَضَاء الْمَالِكِيَّة بِدِمَشْق فَوَلِيه وَلم يتم أمره، ثمَّ ولي قَضَاء الشَّافِعِيَّة بِدِمَشْق أَيْضا بعد الْوَقْعَة مرّة بعد أُخْرَى سنة وشهرا فِي الْمَرَّتَيْنِ وَكَانَ مفرطا فِي سوء السِّيرَة قَلِيل الْعلم ولسوء سيرته كَانَ يكْتب لَهُ الْقَضَاء مُجَردا عَن الأنظار والوظائف فَإِنَّهُ كَانَ أرْضى بهما أهل الْبَلَد وَرَضي بِالْقضَاءِ مُجَردا، قَالَ ابْن حجي فِي حوادث سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ: وفيهَا ولي ابْن عَبَّاس قَضَاء بعلبك وَهُوَ رجل جَاهِل وَكَانَ الَّذِي عزل بِهِ رجل من أهل الرِّوَايَة يدرس بدار الحَدِيث بهَا فجَاء هَذَا لَا دراية وَلَا رِوَايَة وَإِنَّمَا كَانَ يتَوَلَّى بالرشوة لبَعض من لَا خير فِيهِ. مَاتَ معزولا فِي أول جُمَادَى الأولى سنة سبع ذكره شَيخنَا فِي إنبائهز مُحَمَّد بن عَبَّاس بن مُحَمَّد بن عَبَّاس الشَّمْس البعلي العلاف أَبوهُ. ولد تَقْرِيبًا سنة سِتّ وَسبعين)

وَسَبْعمائة ببعلبك وَسمع بهَا الصَّحِيح على أبي الْفرج

<<  <  ج: ص:  >  >>