للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

بِخَطِّهِ وَيُصَرح بِلَفْظِهِ أَنه خادمه وعد ذَلِك من خصوصياته، وَبِالْجُمْلَةِ فَكَانَ إِمَامًا عَالما صوفيا مفوها فصيحا حسن الْخط فكه المجالسة والمحاضرة مشاركا فِي الْفَضَائِل منور الشيبة عطر الرَّائِحَة متجملا فِي مأكله ومشربه وملبسه ومسكنه وَسَائِر أُمُوره مديما للتلاوة وَالتَّسْبِيح وَالذكر والأوراد وقورا بشوشا كثير التَّعْظِيم لزائره وَالْإِطْعَام لقاصديه مَعَ عدم قبُوله من أَكْثَرهم هَدِيَّة أَو صلَة بِحَيْثُ كَانَ بَعضهم ينْسبهُ من أجل هَذَا لمعْرِفَة الكيمياء، وَله نظم مِنْهُ مَا أجَاب الْعَلَاء بن أقبرس حِين كتب إِلَيْهِ ابياتا متعرضا فِيهَا لما رمزه الفلاسفة وَأَشَارَ إِلَيْهِ عُلَمَاء الْحَرْف والبسط والتكسير من معرفَة الْحجر المكرم الَّذِي لَا قدرَة لمعْرِفَة اسْمه إِلَّا بِمَعْرِِفَة التَّدْبِير فَقَالَ المترجم:

(أيا سَائِلًا عَن سر رمز مكتم ... بوفق لذِي قَاف غَدا ياؤه أصلا)

وَذكر الأبيات كلهَا وَهِي أخْفى من السُّؤَال، وَكَذَا لَهُ تأليف ومحبة فِي تصانيف الولوي الملوي واهتمام بتحصيلها، ومحاسنه جمة. وَلم يزل فِي ازدياد من الْجَلالَة حَتَّى مَاتَ مطعونا فِي يَوْم الْأَحَد سادس عشري صفر سنة ثَلَاث وَخمسين عَن أَزِيد من تسعين سنة ممتعا بحواسه وَصلى عَلَيْهِ جمع تقدمهم الْعلم البُلْقِينِيّ الشَّافِعِي بِجَامِع الْأَزْهَر ثمَّ دفن بِالْقربِ من الصوفيين، وَقد لَازمه جدي ثمَّ عمي ووالدي وعرضا عَلَيْهِ وَكَذَا عرضت عَلَيْهِ بل قَرَأت عَلَيْهِ جُزْء ابْن فيل وَأظْهر السرُور بذلك وقرأه بعدِي عَلَيْهِ القلقشندي وَغَيره، وَالنَّاس فِيهِ فريقان وَبَلغنِي أَن الْعِزّ عبد السَّلَام الْقُدسِي كَانَ يَقُول إِنَّه من بَيت لم يزل فيهم الصّلاح من ثلثمِائة وَعشْرين سنة وَكَذَا بَلغنِي أَن الكلوتاتي كَفه حِين جلس للإسماع لعدم اطِّلَاعه على سَنَده رَحمَه الله وإيانا. مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أبي الْغَيْث. مضى فِيمَن جده عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن أَحْمد قَرِيبا. مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن خليف بن عِيسَى بن عساس بن بدر بن يُوسُف بن عَليّ بن عُثْمَان الرضي أَبُو حَامِد بن التقي بن الْحَافِظ الْجمال الْأنْصَارِيّ الخزرجي المطري الْمدنِي الشَّافِعِي وَالِد الْمُحب مُحَمَّد الْآتِي وسبط الْجمال مُحَمَّد بن يُوسُف الزرندي. ولد كَمَا رَآهُ بِخَط أَبِيه بعد عصر يَوْم الْأَرْبَعَاء خَامِس ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان)

وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة بِالْمَدِينَةِ. كَانَ جده الْجمال صيتًا فَبعث بِهِ من الْقَاهِرَة ثَالِث ثَلَاثَة ليؤذنوا بِالْمَسْجِدِ النَّبَوِيّ لخلوها من عَارِف بالميقات فباشروا ذَلِك ثمَّ مَاتَ الْجمال سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة فولي بعده ابْنه الْعَفِيف عبد الله عَم صَاحب التَّرْجَمَة، وَقد سمع من عَمه الْعَفِيف والعفيف النشاوري الصَّحِيح وَمن الْعِزّ بن جمَاعَة الْمُوَطَّأ رِوَايَة يحيى بن يحيى وجزء البيتوتة وَأَشْيَاء وَمن الْأمين

<<  <  ج: ص:  >  >>