وَكتب فِي الْإِمْلَاء عَن شَيخنَا وَلكنه لم ينجب، وَبَلغنِي أَنه حدث بِأخرَة وَكَانَ سَاكِنا. مَاتَ فِي سنة أَربع وَتِسْعين رَحمَه الله. مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي بكر بن صديق الْمعِين أَبُو الْخَيْر بن التَّاج أبي الْفضل بن الشَّمْس الطرابلسي القاهري الْحَنَفِيّ الْمَاضِي أَبوهُ وجده والآتي ابْنه مُحَمَّد وَيعرف كسلفه بِابْن الطرابلسي. ولد فِي ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَالْمُخْتَار والمنار وَغَيرهَا، وَعرض على جمَاعَة وَقَرَأَ فِي الْفِقْه على التفهني والعيني والعز عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وَعَلِيهِ قَرَأَ فِي الْأُصُول أَيْضا وَكَذَا اشْتغل فِي النَّحْو عَلَيْهِ وعَلى الحناوي وَسمع على الشّرف ابْن الكويك وَالشَّمْس الشَّامي فِي آخَرين، وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة وناب فِي بعض الْبِلَاد عَن شَيخنَا ثمَّ بِالْقَاهِرَةِ عَن التفهني فَمن بعده وَحج غير مرّة آخرهَا مَعَ الرجبية سنة إِحْدَى وَسبعين، وَاسْتقر فِي تدريس العاشورية عوضا عَن أَبِيه وَفِي تدريس الأزكوجية بسوق أَمِير الجيوش عوضا عَن ابْن عَمه ظهير الدّين بل نَاب عَنهُ فِي تدريس جَامع طولون وَلم يكن فِي عداد المدرسين وَلَا كَانَ مَحْمُودًا فِي قَضَائِهِ)
وَغَيره وَقد صحب الزين الاستادار وقتا وعاونه فِي حل أوقافه من كتب وَغَيرهَا واختص بالاستبدالات وقتا، وَقيل إِنَّه لما عَاد من الْحَج أول سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين تنزه عَن تعَاطِي الْأَحْكَام وَلزِمَ الصَّوْم والبادة إِلَى أَن مرض أسبوعا ثمَّ مَاتَ فِي الطَّاعُون لَيْلَة الْأَرْبَعَاء رَابِع رَجَب سنة ثَلَاث وَسبعين بعد أَن كتب على الاستدعاآت وَرُبمَا حدث وَدفن بتربة سعيد السُّعَدَاء عَفا الله عَنهُ. مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن سُلَيْمَان بن أبي بكر بن عمر ابْن صلح الْمُحب أَبُو البركات بن الزين الهيثمي القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ ابْن أخي الْحَافِظ النُّور الهيثمي. ولد فِي صَبِيحَة الْجُمُعَة مستهل ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة بالخانقاه النجمية الدوادارية من الصَّحرَاء ظَاهر الْقَاهِرَة، وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد جمَاعَة مِنْهُم عَمه الْعِزّ عبد الْعَزِيز وَحفظ كتبا مِنْهَا التَّوْضِيح لِابْنِ هشامن وَعرض على جمَاعَة وَأَجَازَ لَهُ حِينَئِذٍ الْعِزّ بن جمَاعَة وَغَيره، وَسمع على الفوى وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَعنهُ وَكَذَا عَن الشَّمْس الْبرمَاوِيّ والشطنوفي أَخذ الْفِقْه وَعَن الْأَخير مَعَ الْبِسَاطِيّ وناصر الدّين البارنباي أَخذ النَّحْو وَعَن الْأَخير فَقَط علم الْعرُوض والقوافي وَعَن شَيخنَا الحَدِيث وانتفع بالبساطي فِي فنون