وَحج فِي سنة إِحْدَى وَخمسين فقطن مَكَّة وَأخذ بهَا عَن أبي الْبَقَاء وَأبي حَامِد ابْني أبي الضياء وَأبي الْوَقْت المرشدي بل وَعَن شَيْخه ابْن الْهمام فِي آخَرين مِمَّن ورد عَلَيْهَا من حنفية الرّوم والعجم وَغَيرهمَا وَسمع على أبي الْفَتْح المراغي والزين الأميوطي والتقي بن فَهد وَأبي الْيمن وَأبي السعادات وَغَيرهم وتلا فِيهَا للعشر أَيْضا على ابْن عَيَّاش وَمُحَمّد الكيلاني وَعمر النجار وَتوجه لزيارة الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة فَأخذ بهَا القراآت أَيْضا عَن الشَّمْس الششتري وَقَرَأَ بعض العقليات على الشهَاب الأبشيطي وَمُحَمّد بن الْمُبَارك المغربي وَالتَّفْسِير على بَعضهم وَسمع بهَا على نَاصِر الدّين الكازروني وَأبي الْفرج بن المراغي والقاضيين سعيد وَسعد الزرنديين وتصدى للْقِرَاءَة على الْعَامَّة بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام فِي كتب السّير والْحَدِيث والوعظ وَنَحْوهَا وَكَذَا الإحساسة بالطب قصد فِيهِ وجود الْخط وَكتب بِهِ أَشْيَاء كصحيح مُسلم فِي ثَلَاثِينَ جُزْءا حَرَّره وانتفع بِهِ والمنان فِي تَفْسِير الْقُرْآن للعلامي فِي أَرْبَعِينَ مجلدا، كل ذَلِك مَعَ الْخَيْر والتواضع والسكون والتودد والتأني فِي الْقِرَاءَة. وَقد سَافر بِأخرَة إِلَى الشَّام لوفاء دُيُونه فَأَقَامَ سنتَيْن فَأكْثر وَرجع بِخَير وبر، وَدخل الْقَاهِرَة ووقف عَلَيْهِ ابْن قلبة بِمَكَّة نصف الْحمام الْمَعْرُوفَة بِهِ لقِرَاءَة أَشْيَاء فِي الْمَسْجِد، وَقد تكَرر اجتماعه عَليّ بِمَكَّة وَرُبمَا جَاءَنِي للطب وَأهْدى إِلَيّ مرّة بعد أُخْرَى وَنعم الرجل، وَهُوَ الآني فِي سنة سبع وَتِسْعين حَيّ.
٩٦٣ - يحيى بن حسن بن مُحَمَّد بن عبد الْوَاسِع المحيوي الحيحاني بمهملتين نِسْبَة لحيحانة بليدَة فِي الْمغرب المغربي الْمَالِكِي / قَاضِي دمشق. كَانَ مشكور السِّيرَة فِي أَحْكَامه مَعَ فضيلته، لَهُ تعاليق جَيِّدَة وعلق بأطرافه بعض جذام فَصَبر. مَاتَ بِدِمَشْق فِي ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ)
٩٦٤ - يحيى بن روبك أَبُو مُحَمَّد / شيخ النُّحَاة فِي عصره بِالْيمن، تفقه بِصَنْعَاء ثمَّ استوطن تعز ومدح الْمُلُوك وَقَامَت لَهُ رياسة مَعَهم. وَكَانَ على طَريقَة الْعَرَب فِي ارتجال الشّعْر. مَاتَ سنة خمس وَثَلَاثِينَ فِي نخل وَادي زبيد وَدفن هُنَاكَ. قَالَه الْعَفِيف.
٩٦٥ - يحيى بن زَكَرِيَّا بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن زَكَرِيَّا محيي الدّين أَبُو السُّعُود بن الزيني السنيكي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي / الْمَاضِي أَخُوهُ وأبوهما. مِمَّن سمع على أَبِيه. وَمَات فِي طاعون سنة سبع وَتِسْعين فِي رجبها وفجع بِهِ أَبوهُ.
٩٦٦ - يحيى بن زيان بن عمر بن زيان أَبُو زَكَرِيَّا الوطاسي المريني اللمتوني الفاسي الْأَزْرَق وَزِير الْمغرب الْأَقْصَى ووالد يحيى الْآتِي / وَصَاحب فاس. كَانَ عادلا بِحَيْثُ أفردت تَرْجَمته بالتأليف. مَاتَ مقتولا ظلما فِي ثَانِي ربيع الآخر سنة ثَلَاث