اللائقة بالنبلاء أعَاد الله عَليّ من بركاته وَزَاد فِي معلوماته وحسناته وتفعه ونفع بِهِ وَوصل أَسبَاب الْخيرَات بِسَبَبِهِ وَيسر لَهُ الطَّرِيق والرفيق وَنشر عَلَيْهِ سحائب جوده وَكَرمه ليرتوي مِنْهَا فِي الْإِرْشَاد وَالتَّحْقِيق مِمَّن قطن بالحرمين الشريفين وفطن من الْعُلُوم لما تقر بِهِ الْعين من فقه وعربية وَغَيرهمَا مِمَّا تنبه بِهِ للفضائل الزكية مَعَ مصاحبته للأدب ومجانبته لكل من يبعده عَن كل مَا إِلَيْهِ انتدب وتقنعه باليسير وترفعه عَمَّا يشين ويضير فَكَانَ بذلك مُنْفَردا عَن جلّ أقرانه متوحدا بالتوجه لعرفانه وَكنت مِمَّن لازمني وبالاستفادة ساومني، إِلَى آخر مَا كتبت وسافر من مَكَّة فِي الْعشْر الْأَخير من ذِي الْحجَّة مِنْهَا.
١٠١٩ - يحيى بن مُحَمَّد بن عبد الله بن سعيد الكلبشاوي / الْمَاضِي أَبوهُ. مِمَّن سمع مني.
١٠٢٠ - يحيى بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن إِبْرَهِيمُ الشّرف ابْن شَيخنَا الشَّمْس بن الْجمال الرَّشِيدِيّ الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الْخَطِيب / الْمَاضِي أَبوهُ وجده. ولد بعد التَّرَاوِيح فِي لَيْلَة سَابِع عشرى رَمَضَان سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بجوار جَامع أَمِير حُسَيْن وَنَشَأ فِي كنف أَبِيه فَقَرَأَ الْقُرْآن وَسمع على أَبِيه وَغَيره وخطب بعده بالجامع الْمَذْكُور وَأثْنى النَّاس على خطابته وقراءته فِي الْمِحْرَاب مَعَ شكالته وبهائه فخطبه الأتابك أزبك للخطابة بجامعه بل وَاسْتقر بِهِ إِمَامه وسافر معهه فِي بعض التجاريد واستناب فِي بَعْضهَا مرّة من خَلفه وَلم ينْتَقل عَن تواضعه وأدبه مَعَ كسله وفتوره عَن الِاشْتِغَال وَرُبمَا شهد بالحانوت الَّذِي عِنْد القنطرة)
وَطَلَبه الزيني بن مزهر فَخَطب بمدرسته عِنْد صَلَاة بعض القصاد بهَا لكَونه أَخطب من خطيبها.
١٠٢١ - يحيى بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الأصبحي المغربي الْمَالِكِي. / ولد سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا فِيمَا كتبه بِخَطِّهِ وَذكر أَنه سمع من صَحِيح مُسلم على أبي عبد الله بن مَرْزُوق وَمن الْمُوَطَّأ على أبي الْقسم الغبريني وَحمل كتاب ابْن الصّلاح عَن أبي الْحسن البطرني وَأَجَازَ لَهُ الوادياشي وَأَبُو الْعَبَّاس بن يَرْبُوع واشتغل فِي عدَّة فنون وَكَانَ ماهرا فِي الْعَرَبيَّة وَالشعر. ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ: قدم حَاجا فِي سنة تسع وَثَمَانمِائَة وَكتب لنا بِالْإِجَازَةِ ولزين خاتون ابْنَتي وَغَيرهَا بإفادة ابْن درباس، وَمَات رَاجعا من الْحَج فِي ذِي الْحجَّة مِنْهَا وَتَبعهُ المقريزي فِي عقوده قَالَ وَله معرفَة بفنون فمهر فِي الْعَرَبيَّة وَالشعر. وَذكره شَيخنَا فِي إنبائه فَقَالَ: يحيى بن مُحَمَّد بن يحيى الْجمال الأصبحي التلمساني المغربي الْمَالِكِي نزيل الْمَدِينَة سمع من أبي الْحسن البطرني وَأبي عبد الله بن مَرْزُوق وَأبي الْقسم الغبريني وَأَجَازَ لَهُ الوادياشي وَابْن يَرْبُوع وَغَيرهمَا وشارك فِي الْفِقْه