للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَه شَيخنَا وَابْن خطيب الناصرية فِي أواخرها فَإِنَّهُ قَالَ إِنَّه كَانَ عمره فِي فتْنَة بييغاروس عشرَة أشهر وتفقه بالشريشي وَالزهْرِيّ وَابْن الجابي والصرخدي والشرف الْغَزِّي وَابْن غنوم وَابْن مَكْتُوم وَكَذَا الصَّدْر الياسوفي وَسكن البادرائية وتشارك هُوَ والعز عبد السَّلَام الْقُدسِي فِي الطّلب وقتا وَكَانَ خَفِيف الرّوح منبسطا لَهُ نَوَادِر وَيخرج مَعَ الطّلبَة إِلَى الفتوحات ويبعثهم على الإنبساط واللعب والمماجنة مَعَ الدّين والتحرز فِي أَقْوَاله وأفعاله وَتزَوج عدَّة ثمَّ انحرف قبل الْفِتْنَة عَن طَرِيقَته وَأَقْبل على مَا خلق لَهُ وتخلى عَن النِّسَاء وانجمع عَن النَّاس مَعَ الْمُوَاظبَة على الِاشْتِغَال بِالْعلمِ والتصنيف ثمَّ بعد الْفِتْنَة زَاد تقشفه وزهده وإقباله على الله تَعَالَى وانجماعه وَصَارَ لَهُ أَتبَاع واشتهر اسْمه وَامْتنع من مكالمة كثيرين لَا سِيمَا من يتخيل فِيهِ شَيْئا وَصَارَ قدوة الْعَصْر فِي ذَلِك وتزايد اعْتِقَاد النَّاس فِيهِ وألقيت محبته فِي الْقُلُوب وَأطلق لِسَانه فِي الْقُضَاة وَحط على التقي بن تَيْمِية فَبَالغ وتلقى ذَلِك عَنهُ طلبة دمشق وثارت بِسَبَبِهِ فتن كَثِيرَة وتصدى لِلْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر مَعَ مزِيد احتقاره لبني الدُّنْيَا وَكَثْرَة سبهم حَتَّى هابه الأكابر وَانْقطع فِي آخر وقته فِي زَاوِيَة بالشاغور وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير قبل الْفِتْنَة وَجمع التصانيف المفيدة فِي الْفِقْه والتصوف والزهد وَغَيرهَا كشروح التَّنْبِيه وَهُوَ فِي خمس مجلدات والمنهاج وصحيح مُسلم وَهُوَ فِي ثَلَاث وأربعي النَّوَوِيّ وَهُوَ فِي مُجَلد ومختصر أبي شُجَاع فِي مُجَلد حسن إِلَى الْغَايَة وَالْهِدَايَة كَذَلِك وَتَفْسِير آيَات متفرقات فِي مُجَلد وَشرح الْأَسْمَاء الْحسنى فِي مُجَلد وتلخيص الْمُهِمَّات للأسنوي فِي مجلدين وقواعد الْفِقْه فِي مجلدين وأهوال الْقُبُور فِي مُجَلد وسير نسَاء السّلف العابدات فِي مُجَلد وتأديب الْقَوْم وسير السالك على مضار المسالك وقمع النُّفُوس وَدفع الشّبَه وَوَصفه التقي بن قَاضِي شُهْبَة بِالْإِمَامِ الْعَالم الرباني الزَّاهِد الْوَرع وَنسبه حسينيا وَقَالَ ثَبت نسبه على قَاضِي حسبان مُتَأَخِّرًا قلت قبل مَوته بِيَسِير مَعَ قَول نقيب الْأَشْرَاف مُخَاطبا للتقي إِن الشّرف قد انْقَطع فِي بلدكم من خَمْسمِائَة عَام وليت نسبي نسبك وأكون مثلك فِي الْعلم وَالصَّلَاح أَو كَمَا قَالَ قَالَ ابْن قَاضِي شُهْبَة مِمَّا تقدم أَكْثَره وَكَانَ قد قدم دمشق وَسكن البادرائية وَكَانَ خَفِيف الرّوح منبسطا لَهُ نَوَادِر وَيخرج إِلَى النزه وَيبْعَث الطّلبَة على ذَلِك مَعَ الدّين المتين والتحري فِي أَقْوَاله وأفعاله وَتزَوج عدَّة نسَاء ثمَّ انْقَطع وتقشف وانجمع وكل ذَلِك قبيل الْقرن ثمَّ ازْدَادَ بعد الْفِتْنَة تقشفه وانجماعه وَكَثُرت مَعَ ذَلِك أَتْبَاعه حَتَّى امْتنع من

<<  <  ج: ص:  >  >>