وتعرف بإنشاء الأكرم وهم غية فِي الاتساع وَكَثْرَة المغازل وفيهَا مَا يدل على أَنَّهَا كَانَت فِي غَايَة التزخرف وَنَازع بعض ذُرِّيَّة الْوَاقِف فِي صِحَة استبدالها وَجَرت بِسَبَب ذَلِك منازعات آل الْأَمر فِيهَا الى أَن حكم الْمُحب بن نصر الله الْحَنْبَلِيّ بِصِحَّة الِاسْتِبْدَال وابقائها بِيَدِهَا، وَقد حدثت قَدِيما سمع عَلَيْهَا الْفُضَلَاء وقرأت عَلَيْهَا جَمِيع مَا وقفت عَلَيْهِ من مرويها وَعِنْدِي أَنَّهَا سَمِعت أَكثر مِمَّا وقفت عَلَيْهِ بل أستبعد أَن جدها أسمعها بَاقِي الْكتب السِّتَّة وَمن ذَلِك على النشاوري صَحِيح البُخَارِيّ لَكِن مَا ظَفرت بِزِيَادَة على مَا عَلمته، وَهِي امْرَأَة صَالِحَة خيرة فاضلة كَثِيرَة النحيب والبكاء عِنْد ذكر الله وَرَسُوله محبَّة فِي الحَدِيث وَأَهله مواظبة على الصَّوْم والتهجد متينة الدّيانَة كَثِيرَة التَّحَرِّي فِي الطَّهَارَة فصيحة الْعبارَة مجيدة للكتابة ولديها فهم وإجادة لإِقَامَة الشّعْر بالطبع، حفظت الْقُرْآن فِي صغرها ومختصر أبي شُجَاع فِي الْفِقْه والملحة فِي الْإِعْرَاب وَغَيرهَا، وَسَمعنَا من لَفظهَا وحفظها سُورَة الصَّفّ بفصاحة وَحسن تِلَاوَة، وحجت ثَلَاث عشرَة مرّة وجاورت فِي بَعْضهَا وكفت من زمن طَوِيل فَصَبَرت واحتسبت ثمَّ أقعدت وَقَامَ وَلَدهَا الْحَنَفِيّ بإكرامها وَخدمتهَا أتم قيام حَتَّى مَاتَت وَأَنا بِمَكَّة فِي السبت الثَّلَاثِينَ من صفر سنة إِحْدَى وَسبعين ودفنت بتربة جدها الْفَخر القاياتي بِالْقربِ من مقَام أمامنا الشَّافِعِي من القرافة رَحمهَا الله وإيانا
٩٨ - (أم هَانِئ) ابْنة عَليّ بن مُحَمَّد بن عمر الفاكهي. ولدت سنة تسع وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَحَضَرت فِي سنة إِحْدَى بمنى على الإِمَام مُحَمَّد بن عُثْمَان بن عبد الله بن سكر النبحاني جُزْء الْحسن بن عَرَفَة وَغَيره، وَأَجَازَ لَهَا الرُّكْن الخوافي. مَاتَت فِي رَجَب سنة تسع وَخمسين بِمَكَّة
٩٨ - (أم هَانِئ) ابْنة عَليّ بن أبي البركات مُحَمَّد بن أبي السُّعُود مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عَليّ بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْقرشِي المكية شَقِيقَة قاضيها وعالم الْحجاز البرهاني واخوته وَهِي أكبر إناث أَبَوَيْهَا. ولدت سنة ثَلَاث وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة، وَأَجَازَ لَهَا التقي الفاسي وَابْن سَلامَة والنور الْمحلى وَغَيرهم وَفِي جملَة اخوتها النَّجْم بن حجي والتاج بن بردس وَغَيرهمَا، وَتَزَوجهَا ابْن عَمها أَبُو الْفضل مُحَمَّد بن أبي المكارم بن أبي البركات فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ فَولدت لَهُ عدَّة تَأَخّر مِنْهُم إِلَى الْآن الْعَفِيف عبد الله ثمَّ طَلقهَا فتأيمت مقبلة على الْعَادة طَوافا واعتمارا على قدميها وتنفلا وقياما فِي اللَّيْل مَعَ بر للْفُقَرَاء وتودد لَهُم، وزارت الْمَدِينَة غير مرّة مِنْهَا فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ فِي جمَاعَة من أَهلهَا مِنْهُم ابْنهَا وَعِيَاله وَتَخَلَّفت هِيَ قائلة فِيمَا