للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

مُحَمَّد بن مِيكَائِيل بن عَمْرو بن عُثْمَان بن عَفَّان شَيخنَا الْعَلامَة الفريد برهَان الدّين أَبُو اسحاق بن الزين العثماني الصعيدي القصوري نِسْبَة لقرية من اعمالها تسمى الْقُصُور. بِضَم الْقَاف والمهملة القاهري المولد وَالدَّار الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن خضر. ولد فِي شَوَّال سنة أَربع وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن عِنْد الشَّمْس السعودي الضَّرِير والعمدة والتنبيه وَغَيرهمَا وَعرض على الزين الْعِرَاقِيّ وَخلق وَأخذ الْفِقْه عَن الْبُرْهَان البيجوري والبرماويين الشهَاب الطنتدائي وَعنهُ أَخذ الْفَرَائِض وَكَانَ يذكر لي أَنه أَخذهَا أَيْضا عَن عمي أبي بكر وَكَذَا تفقه بالولي الْعِرَاقِيّ وَسمع عَلَيْهِ ألفيه وَالِده وَشَرحهَا وبالجلال البُلْقِينِيّ واستكتبه تصانيف شَيخنَا والعربية عَن الْجمال الْقَرَافِيّ وَجل انتفاعه فِيهَا بِهِ وَالشَّمْس الأسيوطي على مَا تحرر والبرهان بن حجاج الأبناسي والشهاب بن هِشَام حضر عِنْده فِي التسهيل والْعَلَاء ابْن المغلي وَعنهُ أَخذ أَيْضا فِي الْأَصْلَيْنِ وَغَيرهمَا وَقَرَأَ عِنْده الحَدِيث فِي رَمَضَان والاصلين أَيْضا وَغَيرهمَا من الْفُنُون عَن الْبِسَاطِيّ والْعَلَاء البُخَارِيّ ولازم القاياتي فِي الْعَضُد وَغَيره وَكَذَا لَازم شَيخنَا فِي الحَدِيث واشتدت عنايته بملازمته بِحَيْثُ أَنه قَرَأَ عَلَيْهِ كتب الْإِسْلَام وَالْكثير من تصانيفه خُصُوصا فتح الْبَارِي فَمَا أعلم قَرَأَهُ عَلَيْهِ تَاما غَيره وَسمع على الشرفين ابْن الكويك وَيُونُس الواحي والشموس الْبرمَاوِيّ والشامي الْحَنْبَلِيّ وَابْن الْجَزرِي والشهابين أَحْمد بن حسن البطائحي والواسطي وَالْجمال الكازروني والسراج قاري الْهِدَايَة وَالْفَخْر عُثْمَان الدنديلي والبدر حُسَيْن البوصيري وَالْمجد الْبرمَاوِيّ والنجم بن حجي والزين الزَّرْكَشِيّ والتاج الشرابي والفاقوسي وَابْن الطَّحَّان وَابْن بردس وَابْن نَاظر الصاحبية فِي آخَرين وَالْكثير من ذَلِك بقرَاءَته وَأَجَازَ لَهُ ابْن طولوبغا حِين لقِيه بِمَكَّة وَغير وَاحِد وَلَا زَالَ يدأب فِي تَحْصِيل الْعُلُوم ويديب بصافي فكره النّظر فِي منطوقها وَالْمَفْهُوم مَعَ مَا أوتيه من الذِّهْن الثاقب والفهم الصائب حَتَّى برع فِي النَّحْو وفَاق فِي الْفِقْه وَأَصله وَتقدم فِي الْفَرَائِض والحساب وَضرب فِي غَالب الْفُنُون بأوفر نصيب)

وَصَارَ فِي كل ذَلِك أحد الْأَئِمَّة الْمشَار إِلَيْهِم حَتَّى كَانَ القاياتي يرجحه فِي الْفِقْه على الونائي وَيَقُول أَنه فَقِيه النَّفس بل بَلغنِي أَنه كَانَ فِي حَال شبوبيته يرجح على الْجلَال البُلْقِينِيّ فِي الْفِقْه فَيرجع إِلَى قَوْله وَيضْرب على مَا كَانَ كتبه وَأَنه لم يكن عِنْد شَيْخه البيجوري وَالشَّمْس الْبرمَاوِيّ أحد يعدله وَلم يكن فِي عصره أدرى بِجَامِع المختصرات مِنْهُ وَأما فِي

<<  <  ج: ص:  >  >>