للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

بِسَبَب كَنِيسَة الْيَهُود الَّتِي بِبَيْت الْمُقَدّس فِي سنة تسع وَسبعين ومسه مَكْرُوه كَبِير من ضرب وَوضع فِي الْحَدِيد وَحبس وترسيم وغرامة وَسَب وَلعن وَغير ذَلِك مِمَّا أَرْجُو مضاعفة الْأجر لَهُ بِسَبَبِهِ وَتكلم فِي الْمجْلس الْمَعْقُود لَهُم بِكَلَام متين وقطن الْقَاهِرَة سِنِين لكَونه منع من التَّوَجُّه لبيت الْمُقَدّس حمية لَهُم وتجرع فاقة وضيقا وتشتيتا ثمَّ سمح لَهُ بالاقامة بالخليل فَتوجه)

إِلَيْهَا. وَمَات فِي يَوْم الثُّلَاثَاء سادس عشري ربيع الثَّانِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين مبطونا بِبَلَد الْخَلِيل وَدفن فِي التربة الَّتِي بزاوية الشَّيْخ عَليّ الْبكاء بِوَصِيَّة مِنْهُ وصلينا عَلَيْهِ بِمَكَّة صَلَاة الْغَائِب بعد الْجُمُعَة تَاسِع عشري شعْبَان رَحمَه الله وإيانا ونفعنا ببركاته. وَمن نظمه حِين اسْتَقر فِي مشيخة الْمدرسَة الحنينية بالأقصى عقب الشَّمْس القباقبي الْمقري المتلقي لَهَا عَن شَيْخه ابْن رسْلَان حَيْثُ قَالَ تبعا لشيخه لما قَالَ:

(حباني إلهي بالتصاقي بقبلة ... بمسجده الْأَقْصَى الْمُبَارك حوله)

(فحمدا وشكرا يَا إلهي وإنني ... أود لاخوان المحبين مثله)

فَقَالَ:

(كَذَاك إلهي قد حباني بِمثل مَا ... حبا الشَّيْخ أستاذي لقد نَالَ سؤله)

(فحمدا وشكرا يَا إلهي وانه ... دَلِيل على أَنِّي محب أَخ لَهُ)

إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن حُسَيْن بن حسن بن قَاسم برهَان الدّين أَبُو اسحاق الْمدنِي الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن الْقطَّان. ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة تسع عشرَة وَثَمَانمِائَة بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج الفرعي والكافية وَعرض على الْمُحب المطري والنجم السكاكيني وَعنهُ أَخذ مُقَدّمَة لَهُ فِي الْعَرَبيَّة وَقَرَأَ على أَولهمَا جَمِيع الصَّحِيحَيْنِ والشفا وَسمع عَلَيْهِ غير ذَلِك وَسمع على وَالِده فِي سنة ثَمَان وَعشْرين الْبَعْض من الصَّحِيحَيْنِ وعَلى الشّرف أبي الْفَتْح المراغي وَالْجمال الكازروني وَغَيرهمَا وَقَرَأَ على السَّيِّد نور الدّين على شيخ الباسطية المدنية فِي سنة خمس وَخمسين صَحِيح البُخَارِيّ وَغَيره بل لَازمه فِي قِرَاءَة المطول والكافية وَشَرحهَا والمتوسط وتصريف الْعُزَّى وايساغوجي وَبَعض شرح الشمسية وعادت بركته عَلَيْهِ لكَونه كَانَ غَايَة فِي الْعلم وَالصَّلَاح كَمَا سَيَأْتِي فِي تَرْجمهُ وعَلى القَاضِي أبي السعادات بن ظهيرة حِين كَانَ بِالْمَدِينَةِ صَحِيح مُسلم وَسمع البُخَارِيّ وَحضر دروسه الَّتِي أقرأها هُنَاكَ فِي المنهاجين الفرعي والأصلي والجمل وَغير ذَلِك ولازم الأبشيطي فِي دروسه وَغَيرهَا وَقدم الْقَاهِرَة غير مرّة أَولهَا فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَكتب حِينَئِذٍ عَن شَيخنَا مجَالِس من أَمَالِيهِ وَقَرَأَ فِي سنة سبع وَخمسين على

<<  <  ج: ص:  >  >>