للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ولد فِي جُمَادَى الأولى سنة تسع عشرَة وَسَبْعمائة وَاسم أمه صَفِيَّة وبشرت أمهَا فِي منامها لَيْلَة ولادَة ابْنَتهَا من رجل بهي الْهَيْئَة وَسَماهُ أَحْمد وَلِهَذَا سَمَّاهُ بِهِ أَبوهُ وَنَشَأ فِي حجر أَبَوَيْهِ فَلَمَّا بلغ سِتا أَو سبعا توجه بِهِ أَبوهُ لمولانا الضياء علم الشَّام حَتَّى قَرَأَ عَلَيْهِ شَيْئا من الْقَدُورِيّ وَحفظ سورا من الْقُرْآن والتوشيح فِي اللُّغَة والكافية فِي النَّحْو لِابْنِ الْحَاجِب والفرائض السِّرَاجِيَّة والمنظومة فِي الْفِقْه للنسفي ومختصر الأخسيكتي فِي أُصُوله وَغَيرهَا وبحثها على أَبِيه ثمَّ لَازم الْعَلَاء البرهاني الخجندي حَتَّى قَرَأَ عَلَيْهِ مُخْتَصر القصاري فِي)

الصّرْف لَهُ مرَارًا ومختصراته فِي الْفَرَائِض وأبوابا من كِتَابه الَّذِي جمعه فِي فتاوي الْمَذْهَب وَلم يكمل وَلم يَنْفَكّ عَنهُ حَتَّى مَال وَلزِمَ وَلَده الْكَبِير الْبُرْهَان مُحَمَّد حَتَّى قَرَأَ عَلَيْهِ بعض كتاب النَّحْو وَكتاب ذَوي الْأَرْحَام لوالده ثمَّ فَارقه وَهُوَ كهل ولازم أوحد الدّين المنيري دهرا فِي قِرَاءَة الْجَبْر والمقابلة وَالصرْف والعربية وَالْعرُوض والنجديات وَالْألف المختارة للغزي وَقد أَخذ خَمْسمِائَة بَيت من نظمه فَأكْثر وَغير ذَلِك وَلما مَاتَ رَآهُ بعد مَوته بِثَلَاثَة أَيَّام وَكَأَنَّهُ رام الْقِرَاءَة عَلَيْهِ على عَادَته فَامْتنعَ وَأَشَارَ بجلوسه مَكَانَهُ، وَمن شُيُوخ الْجلَال أَيْضا سيف الدّين الحسامي وَهُوَ أَخُو جدته وخال والدته قَرَأَ عَلَيْهِ ديوانه والزبدة مُخْتَصر القانون فِي الطِّبّ والمقامات الحريرية وَجَمَاعَة آخَرُونَ كلهم بخجندة ثمَّ ارتحل مِنْهَا وَهُوَ ابْن اثْنَتَيْنِ وَعشْرين سنة فِي رَمَضَان سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَأول مَا حل سَمَرْقَنْد وَلَقي بهَا الْعَلامَة شمس الْأَئِمَّة بن حميد الدّين الزرندي فَحَضَرَ دروسه وخواجه حسام الدّين بن عماد الدّين وكبير الدّين فَحَضَرَ درسهما ووعظهما وزار من بهَا كقثم بن عَبَّاس وَأبي مَنْصُور الماتريدي وَصَاحب الْبَزْدَوِيّ وَالْهِدَايَة والمنظومة وَغَيرهم من الْعلمَاء والمشايخ المدفونين بمقبرة جاكردره ثمَّ بخارا وَنزل فِيهَا بمدرسة خَان وَهِي مَدِينَة قديمَة مباركة مشرفة بِكَثِير من الْعلمَاء وَلَقي بهَا صدر الشَّرِيعَة فَحَضَرَ عِنْده واستفاد مِنْهُ وَسيف الدّين العزيري فَقَرَأَ عَلَيْهِ الْعُمْدَة الحافظية فِي أصُول الْكَلَام وَسمع عَلَيْهِ بعض الأخسيكتي وَغير ذَلِك وعلاه الدّين الغوري فَأخذ عَنهُ الْجَامِع الصَّغِير الحسامي قِرَاءَة وسماعا وَالسَّيِّد شمس الدّين السَّمرقَنْدِي فَسمع عَلَيْهِ بعض تَلْخِيص الْمِفْتَاح وعماد الدّين الكلكي فَحَضَرَ درسه وفوائده والحسام الياغي فَحَضَرَ وعظه وَحميد الدّين البلاغاسوني فَقَرَأَ عَلَيْهِ اللب فِي النَّحْو إِلَّا يَسِيرا من آخِره والنجم الوابكني وَكَانَ لقِيه لَهما بوابكن قَرْيَة من بخارا وَهُوَ بمدرسة ثمَّ فِيهَا نَحْو ثَمَانِينَ طَالبا وَأقَام ببخارا سنة وَثلثا وزار من بهَا من الْعلمَاء والكبراء كَأبي حَفْص الْكَبِير وشمس الْأَئِمَّة الْحلْوانِي والكردري وحافظ الدّين

<<  <  ج: ص:  >  >>