الديروطي تلميذ الشَّمْس بن الصَّائِغ أَربع قراءات من السَّبْعَة وَكَانَ قد حفظ فِي كبره الْقُرْآن والمنهاج والملحة والشاطبية، وعرضها على جمَاعَة مِنْهُم الْعلم البُلْقِينِيّ فِيمَا بَلغنِي وَأقَام بمنية راضي من أَعمال الْمنزلَة وابتنى بهَا جَامعا وانتمى إِلَيْهِ الْفُقَرَاء والمريدون والطلبة وَكَانَ قَائِما بكلفتهم مِمَّا يرد عَلَيْهِ من الفتوحات وَنَحْوهَا مَعَ تحريه فِي الْقبُول لَا يدّخر شَيْئا بل وَيقوم على جمَاعَة فِي بركه، وَرُبمَا أَخذ مَا كَانَ مَعَهم ووزعه عَلَيْهِم وعَلى غَيرهم فِي السّفر وَغَيره، على قدم عَظِيم من الْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر والتلاوة وَالْعِبَادَة وملازمة الْأَذْكَار والاشتغال بِمَا يهمه بِحَيْثُ لم ار أحدا إِلَّا وَهُوَ يخبر بتفرده بذلك، وَرُبمَا أَقرَأ فِي ربع الْعِبَادَات. مَاتَ بِمَكَّة فِي يَوْم الثُّلَاثَاء عشْرين جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَسبعين وَصلى عَلَيْهِ عِنْد بَاب الْكَعْبَة وَدفن بالمعلاة وَقد زَاد
على الثَّمَانِينَ رَحمَه الله ونفعنا بِهِ.
٥٧١ - أَحْمد بن مُحَمَّد بن يَعْقُوب بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن أبي الْمَعَالِي يحيى بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن شيبَة بن إياد بن عَمْرو بن الْعَلَاء الشهَاب الشَّيْبَانِيّ الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ أَخُو عبد الرَّحْمَن الْآتِي وَيعرف بِابْن زبرق. / ولد بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا وَسمع الْبُرْهَان بن صديق وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ فَمَا بعْدهَا النشاوري وَابْن حَاتِم والتنوخي والعراقي وَمَرْيَم الأذرعية وَآخَرُونَ، وَكَانَ إِمَامًا وخطيبا بسولة من وَادي نحلة اليمانية وَله بهَا مَال، روى عَنهُ النَّجْم بن فَهد وَغَيره. مَاتَ فِي ضحى يَوْم السبت سَابِع عشر ذِي الْحجَّة سنة أَرْبَعِينَ بِمَكَّة وَصلى عَلَيْهِ بعد الْعَصْر عِنْد بَاب الْكَعْبَة وَدفن بالمعلاة.
٥٧٢ - أَحْمد بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن أَحْمد بن الشَّيْخ إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن حجاج بن سيف الشهَاب بن الصَّدْر بن الْمجد بن الْجمال بن الشَّيْخ الْقدْوَة الزَّاهِد الْعَارِف صَاحب المزار فِي تربة بلبيس الْأنْصَارِيّ البلبيسي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الْعَارِف وبابن صدر. / ولد قبل سنة سبعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا ببلبيس من الشرقية وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وتلاه لأبي عَمْرو على الْبَدْر حسن الغمري بِفَتْح الْغَيْن الْمُعْجَمَة ومختصر التبريزي فِي الْفِقْه وَعرضه فِي شعْبَان سنة ثَمَان وَسبعين على التَّاج مُحَمَّد بن أَحْمد بن النُّعْمَان وَأَجَازَ لَهُ بل هُوَ الَّذِي كتبه بِخَطِّهِ برسمه وَفِي رمضانها على الْجمال البهنسي، وخطب فِي جامعي بلبيس الأعظمين الْعَزِيز والمأموني وَكَانَ يُؤَدِّي الخطابة بِصَوْت جَهورِي وَله رَغْبَة تَامَّة فِي تأديتها وَرُبمَا شهد مَعَ كَون وجاهته أعظم من كثير من قُضَاة ناحيته فَإِنَّهُ من أَعْيَان أهل بَلَده ورؤسائها وَذَوي الْيَسَار