فَأَجَابَهُ الصَّدْر بقوله:
(لَئِن فقدت يمناك حسن كِتَابَة ... فَلَا تحْتَمل هما وَلَا تعتقد عسرا)
(وأبشر ببشر دَائِم ومسرة ... ففد يسر الله الْعَظِيم لَك الْيُسْرَى)
وَمِمَّا كتبه عَنهُ شَيخنَا الزين رضوَان العقبي مَا أنْشدهُ إِيَّاه من نظمه فِي مستهل صفر سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَثَمَانمِائَة فِي الشفا:
(هَذَا الشِّفَاء من السقام حَقِيقَة ... لَا مَا روى بقراط أَو جاليس)
(سر إِذا مَا الراح سرت أنفسا ... دارت على الْأَرْوَاح مِنْهُ كؤس)
(شرف بِهِ خص النَّبِي مُحَمَّد ... دون الورى فمديحه تقديس)
(جدعت أنوف الْمُشْركين ونكست ... بصفاته للملحدين رُؤْس)
(وَعلا بِهِ من قبل آدم رُتْبَة ... حسدا عَلَيْهَا قد هوى إِبْلِيس)
(أهْدى عِيَاض للنفوس بنعته ... أنسا تميل براحه وتميس)
(من كل معنى قد حكى نفس الصِّبَا ... يحويه لفظ كالمدام نَفِيس)
(طلعت بلَيْل النَّفس أقمار لَهُ ... وبدت بصبح الطرس مِنْهُ شموس)
(لَو شاهدت بلقيس وصف كِتَابه ... نزلت لَهُ عَن عرشها بلقيس)
وَقَوله مكتفيا مضمنا موريا:)
(إِنِّي تجنبت المديح لِأَنَّهُ مثل الْهوى ... خلت الديار فَلَا كريم يرتجى مِنْهُ النَّوَى)
وَأَشَارَ إِلَى قَول إِبْرَاهِيم الأديب الْعزي:
(خلت الديار فَلَا كريم يرتجى ... مِنْهُ النوال وَلَا مليح يعشق)
وَهُوَ مِمَّن قرض سيرة الْمُؤَيد لِابْنِ ناهض.
أَحْمد بن يُوسُف بن مُحَمَّد البانياسي سَيَأْتِي فِيمَن لم يسم جده.
٦٩٩ - أَحْمد بن يُوسُف بن مَنْصُور بن فضل بن عَليّ بن أَحْمد بن حسن الْفَزارِيّ البسكري المغربي وَالِد نَاصِر بن مرني الْآتِي. / كَانَ من أُمَرَاء الْعَرَب صَاحب ثروة وَمَعْرِفَة فَغَضب السُّلْطَان مِنْهُ فأوقع بِهِ ونكبه وَأهل بَيته فِي غيبَة وَلَده بِالْقَاهِرَةِ وَذَلِكَ بعد سنة ثَلَاث وَكَانَ ذَلِك باعثا لوَلَده على الِاسْتِقْرَار بهَا حَتَّى مَاتَ. أَفَادَهُ شَيخنَا فِي تَرْجَمَة ابْنه من مُعْجَمه وأنبائه وأفرده المقريزي فِي عقوده.
٧٠٠ - أَحْمد بن يُوسُف الشهَاب الحوراني الدِّمَشْقِي الْعدْل الرضي الْفَقِيه. / مَاتَ فِي يَوْم السبت عَاشر جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَأَرْبَعين بِدِمَشْق وَدفن بمقبرة بَاب الفراديس وَكَانَت جنَازَته حافلة.