للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَنه مهر فِي الْفِقْه والعربية وَالْأَدب وَجمع كتابا فِي الْفِقْه سَمَّاهُ عنوان الشّرف يشْتَمل على أَرْبَعَة عُلُوم غير الْفِقْه يخرج من رموز فِي الْمَتْن عَجِيب الْوَضع اجْتمعت بِهِ فِي سنة ثَمَانمِائَة ثمَّ فِي سنة سِتّ فِي كل مرّة يحصل لي مِنْهُ الود الزَّائِد والإقبال وتنقلت بِهِ الْأَحْوَال وَولى إمرة بعض الْبِلَاد فِي دولة الْأَشْرَف وناله من النَّاصِر جَائِحَة تَارَة وإقبال أُخْرَى، وَكَانَ يتشوق لولاية الْقَضَاء بِتِلْكَ الْبِلَاد فَلم يتَّفق لَهُ وَمن نظمه بديعية الْتزم أَن يكون فِي كل بَيت تورية مَعَ التورية باسم النَّوْع البديعي وَله مسَائِل وفضائل وَعمل مرّة مَا يتَفَرَّع من الْخلاف فِي مَسْأَلَة المَاء المشمس فبلغت آلافاوله شرح مُخْتَصر الْحَاوِي فِي مجلدين، وَحج سنة بضع عشرَة وأسمع كثيرا من شعره بِمَكَّة وترجمه فِي استدعاء بِأَنَّهُ إِمَام فَاضل رَئِيس كَامِل لَهُ خُصُوصِيَّة بالسلطان وَولى عدَّة ولايات دون قدره وَله تصانيف وحذق تَامّ ونظم مليح إِلَى الْغَايَة مَا رَأَيْت بِالْيمن أذكى مِنْهُ. وَقَالَ فِي مُعْجَمه اسْتَفَدْت مِنْهُ الْكثير وَسمع مني كتابي ضوء الشهَاب الْمُنْتَخب من نظمي وَأحسن السفارة لي عِنْد السُّلْطَان وطار حَتَّى بِأَبْيَات رائية، وَحج وَحدث بِشَيْء من شعره وَعين للسفارة إِلَى الْقَاهِرَة ثمَّ تَأَخّر ذَلِك وَكَانَ يطْمع فِي ولَايَة الْقَضَاء فَلم يتَّفق لَهُ وصنف عنوان الشّرف وَهُوَ مُخْتَصر فِي الْفِقْه أودعهُ علوما أُخْرَى)

تستخرج من أَوَائِل السطور وأواخرها لم يسْبق إِلَى مثله وَأَجَازَ لأولادي فِي سنة إِحْدَى وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَقَالَ ابْن قَاضِي شُهْبَة فِي طبقاته قَالَ لي بعض الْمُتَأَخِّرين شامخ الْعرنِين فِي الْحسب ومنقطع القرين فِي عُلُوم الْأَدَب تصرف للأشرف صَاحب الْيمن فِي الْأَعْمَال الجليلة وناظر أَتبَاع ابْن عَرَبِيّ فعميت عَلَيْهِ الْأَبْصَار ودمغهم بأبلغ حجَّة فِي الأفكار وَله فيهم غرر القصائد تُشِير إِلَى تَنْزِيه الصَّمد الْوَاحِد وَله الْمَدْح الرَّائِق وَالْأَدب الْفَائِق إِلَى أَن قَالَ ترشح لقَضَاء الْأَقْضِيَة بعد القَاضِي مجد الدّين ودرس بمدارس منسوبة إِلَى مُلُوك قطره وَلم يزل مُحْتَرما إِلَى أَن توفّي فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ فِي رَجَب مِنْهَا ظنا يَعْنِي بزبيد، وَقَالَ غَيره أَنه حج فِي سنة سبع وَثَمَانمِائَة وَحدث فِيهَا ببديعيته فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَلَقي فِيهَا الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ بِمَكَّة وَقَالَ لَهُ أَنْت الْقَائِل:

(قل لِلشِّهَابِ بن عَليّ بن حجر ... سور على مودتي من الْغَيْر)

(فسور ودي فِيك قد بنيته ... من الصَّفَا والمروتين وَالْحجر)

فَقَالَ نعم قَالَ فأنشدنيهما فَفعل وَفِي سنة ثَمَان وَعشْرين وأنشدنا عَنهُ الْمُوفق الآبي قصيدة سَمعهَا مِنْهُ أَولهَا:

(إِلَى كم تَمَادى فِي غرور وغفلة ... وَكم هَكَذَا نوم إِلَى غير يقظة)

<<  <  ج: ص:  >  >>