للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الْعَجم وَدخل الْهِنْد فنازل مملكة الْمُسلمين حَتَّى غلب عَلَيْهَا ثمَّ جرى بَينه وَبَين النَّاصِر فرج مراسلات وَصلح وَأهْدى كل مِنْهُمَا للْآخر، وَكَانَ شَيخا طوَالًا مهولا طَوِيل اللِّحْيَة حسن الْوَجْه أعرج شَدِيد العرج سلب رجله فِي أَوَائِل أمره وَمَعَ ذَلِك يُصَلِّي عَن قيام، مهابا بطلا شجاعا جبارا ظلوما غشوما فتاكا سفاكا للدماء مقداما على ذَلِك أفنى فِي مُدَّة ولَايَته من الْأُمَم مَا لَا يحصيهم الا الله وَوصل إِلَى أَطْرَاف الْهِنْد وَخرب بلدانا كَثِيرَة يفوتها الْحصْر جهير الصَّوْت يسْلك الْجد مَعَ الْقَرِيب والبعيد وَلَا يحب المزاح وَيُحب الشطرنج وَله فِيهَا يَد طولى ومهارة زَائِدَة وَزَاد فِيهَا جملا وبغلا وَجعل رقعته عشرَة فِي أحد عشر بِحَيْثُ لم يكن يلاعبه فِيهِ إِلَّا أَفْرَاد يقرب الْعلمَاء والشجعان والاشراف وينزلهم مَنَازِلهمْ وَلَكِن من خَالف أمره أدنى مُخَالفَة استباح دَمه)

فَكَانَت هيبته لَا تدابي بِهَذَا السَّبَب وَمَا أخرب الْبِلَاد الا بذلك فانه كَانَ من أطاعه من أول وهلة أَمن وَمن خَالفه أدنى مُخَالفَة وَهِي، ذَا فكر صائب ومكائد فِي الْحَرْب عَجِيبَة وفراسة قل أَن تخطئ عَارِفًا بالتواريخ لادمانه على سَمَاعه لَا يَخْلُو مَجْلِسه عَن قِرَاءَة شَيْء مِنْهَا سفرا أَو حضرا مُغْرِي بِمن لَهُ معرفَة بصناعة مَا إِذا كَانَ حاذقا فِيهَا، أُمِّيا لَا يحسن الْكِتَابَة حاذقا باللغة الفارسية والتركية والمغلية خَاصَّة ويعتمد قَوَاعِد جنكزخان ويجعلها أصلا وَلذَلِك أفتى جمع جم بِكُفْرِهِ مَعَ أَن شَعَائِر الاسلام فِي بِلَاده ظَاهِرَة وَله جواسيس فِي جَمِيع الْبِلَاد الَّتِي ملكهَا وَالَّتِي لم يملكهَا وَكَانُوا ينهون إِلَيْهِ الْحَوَادِث الكائنة على جليتها ويكاتبونه بِجَمِيعِ مَا يروم فَلَا يتَوَجَّه إِلَى جِهَة الا وَهُوَ على بَصِيرَة من أمرهَا، وَبلغ من دهائه أَنه كَانَ إِذا أَرَادَ قصد جِهَة جمع أكَابِر الدولة وَتَشَاوَرُوا إِلَى أَن يَقع الرَّأْي على التَّوَجُّه فِي الْوَقْت الْفُلَانِيّ إِلَى الْجِهَة الْفُلَانِيَّة فيكاتب جواسيس تِلْكَ الْجِهَات فتأخذ الْجِهَة الْمعينَة حذرها ويأمن غَيرهَا، فَإِذا ضرب النفير وَأَصْبحُوا سائرين ذَات الشمَال عرج بهم ذَات الْيَمين فَإلَى أَن يصل الْخَبَر الثَّانِي دهم هُوَ الْجِهَة الَّتِي يُرِيد وَأَهْلهَا غافلون. مَاتَ وَهُوَ مُتَوَجّه لأخذ بِلَاد الخطا على مَدِينَة اترار فِي لَيْلَة الاربعاء سَابِع عشر شعْبَان سنة سبع وأرخه المقريزي فِي الَّتِي تَلِيهَا وَأَظنهُ غَلطا. وَلم يكن مَعَه من بنيه وأحفاده سوى حفيده خَلِيل بن ميران شاه وحسين ابْن أُخْته فاتفق رَأْيهمْ على اسْتِقْرَار الْحَفِيد الْمَذْكُور عوضه بسمرقند مَعَ وجود أَبِيه وَعَمه شاد رخ بهراة وَوُجُود بير عمر فِي فَارس وَكَانَ تيمور قد جعل أَولا ولي عَهده حفيده

<<  <  ج: ص:  >  >>