للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

سنة ثَمَان وَتِسْعين وتأسفنا على فَقده رَحمَه الله وإيانا.

إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن أَحْمد بن بريد تَصْغِير برد صاحبنا الشَّيْخ برهَان الدّين أَبُو اسحق الديري الْحلَبِي ثمَّ القاهري ثمَّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي القادري وَبِه يعرف فَيُقَال لَهُ الشَّيْخ إِبْرَاهِيم القادري. ولد فِي سنة سِتّ عشرَة وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بدير العشاري من رحبة ابْن مَالك وسافر وَهُوَ طِفْل مَعَ أَبَوَيْهِ إِلَى حلب فاستوطنها وَلم يلبث أَن مَاتَ فِي بعض الطواعين فَنَشَأَ فِي كَفَالَة عَمه مُحَمَّد وَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد جمَاعَة مِنْهُم إِبْرَاهِيم الماقريزي وَصَحب هُنَاكَ الزين قَاسم الحبشي وتواخيا وترافقا إِلَى أَمَاكِن من جُمْلَتهَا الشَّام فأقاما بزاوية أبي عمر وَكَانَ يقْرَأ على حسن الحبشي وَحضر مجْلِس أبي شعر وَغَيره ثمَّ دخلا الْقَاهِرَة بعد سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ فسمعا على شَيخنَا ثمَّ حجا ورجعا إِلَى الْقَاهِرَة ثمَّ إِلَى حلب واجتمعا فِي توجههما إِلَيْهَا بالشمس مُحَمَّد بن أبي بكر بن خضر الديري فلبسا مِنْهُ الْخِرْقَة وزارا بَيت الْمُقَدّس ثمَّ حجا ثَانِيًا وجاورا بِالْمَدِينَةِ شَهْرَيْن فَأكْثر ثمَّ عادا إِلَى الْقَاهِرَة وصحبا إِمَام الكاملية ثمَّ تزوجا وعادا أَيْضا إِلَى مَكَّة صُحْبَة السَّيِّد عَليّ بن حسن بن عجلَان فجاورا ثمَّ رجعا وقطنا الْقَاهِرَة وقتا وسمعا بهَا الْكثير على شَيخنَا والعز بن الْفُرَات وَآخَرين وَكَذَا سمعا بِدِمَشْق وَبَيت الْمُقَدّس وَمَكَّة وَغَيرهَا على طَائِفَة مِمَّن أَخذنَا عَنْهُم. وتلا الْقُرْآن على الشهَاب بن أَسد وَحضر دروس الْفِقْه عِنْد الْعلم البُلْقِينِيّ وَغَيره وَقَرَأَ فِي الْأُصُول وَغَيره على إِمَام الكاملية وأتقن أَبْوَاب الْعِبَادَات وَلبس الْخِرْقَة أَيْضا من الشَّيْخ عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد القادري وَأبي الْفَتْح الفوى فِي آخَرين واعتنى بترجمة الشَّيْخ عبد الْقَادِر الجيلاني فأجاد تصنيفها وقرضها لَهُ غير وَاحِد وَعمل أَيْضا النَّصِيحَة لدفع الفضيحة فِي الْإِنْكَار على الطَّائِفَة الصمادية فِي الطبل والرقص ضنعه فِي سنة سِتِّينَ وَرفع الالتباس وَدفع الوسواس ومفاتيح المطالب ورقية الطَّالِب وَغير ذَلِك ولهج كثيرا بِجمع أَخْبَار الصُّوفِيَّة فَكتب من ذَلِك جملَة فِي مجلدين وَهُوَ متقن فِي كل مَا يعمله كثير التَّحَرِّي لما يَنْقُلهُ غَايَة فِي الْوَرع وَصدق اللهجة والحرص على اتِّبَاع السّنة والتنفير عَن الْبدع مَعَ الهمة الْعَالِيَة ومزيد الأفضال على أحبابه والتقنع باليسير والانجماع عَن بني الدُّنْيَا وَعدم مخالطتهم والإقبال على)

شَأْنه من المطالعة وَالْعِبَادَة ووظائف الْخَيْر قل إِن رَأَيْت فِي مَجْمُوعَة مثله وَالثنَاء عَلَيْهِ مستفيض حَتَّى أَن سُلْطَان وقتنا وأتابك مَمْلَكَته لَا يعدله عِنْدهمَا أحد وَكم عرض عَلَيْهِ من شَيْء فأباه. وَقد حدث بِبَعْض تصانيفه

<<  <  ج: ص:  >  >>