بَقِي على وَالِده أَن يحمل كل سنة عشرَة آلَاف دِينَار مَعَ مَا جرت بِهِ الْعَادة من كَون مكس جدة لَهُ وَمَا تجدّد من مراكب الْهِنْد يخْتَص بالسلطان، وَطول المقريزي فِي عقوده تَرْجَمته.
٤١٨ - حسن بن عَطِيَّة بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن فَهد الْهَاشِمِي الْمَكِّيّ ابْن عَم صاحبنا النَّجْم عمر، / أمه فَاطِمَة ابْنة الشَّيْخ الْمُوفق النَّحْوِيّ الشهَاب أَحْمد ابْن مُحَمَّد بن كَمَال الدولوالي. ولد فِي صفر سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ للحنفية بعد مختصراتهم وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة مِنْهُم شَيخنَا والمقريزي وَالْجمال الكازروني والمحب المطري والبدر بن فَرِحُونَ والزين الزَّرْكَشِيّ وَابْن الْفُرَات وَابْن الطَّحَّان وَابْن بردس وَخلق وَدخل الْقَاهِرَة مرَارًا وَغَيرهَا للاسترزاق، وَسمع مني ثمَّ جلس مَعَ الشُّهُود وتطور وتهور
٤١٩ -. حسن بن عَليّ بن أَحْمد بن عَطِيَّة البدري نِسْبَة لمنية بدر بالدقهلية الشَّافِعِي / خطيب جَامع بَلَده الَّذِي أنشأه قجماس بهَا. حفظ الْمِنْهَاج وَقَرَأَ فِيهِ على أَحْمد بن مصلح الْمَاضِي وَقدم الْقَاهِرَة فَقَرَأَ على الديمي وكاتبه وَمِمَّا قَرَأَهُ عَليّ فِي قدمتين الْمجْلس الَّذِي عملته فِي ختم البُخَارِيّ وَبَعض مُسلم ومجالس من المتجر الرابح للدمياطي، وَنعم الرجل مَعَ فضل وتميز
٤٢٠ -. حسن بن عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ بن حُسَيْن بدر الدّين بن الْعَلَاء بن الْفَخر الحسني الأرموي / نقيب الْأَشْرَاف كأبيه وجده وَيعرف بنائب قَاضِي الْعَسْكَر. اسْتَقر بعد أَبِيه فِي سنة إِحْدَى وَعشْرين، كَانَ رَئِيسا ضخما كَرِيمًا لكنه كَانَ مُسْرِفًا على نَفسه وَلَا يزَال بِسَبَب ذَلِك أكثرا لأوقات فِي إملاق حَتَّى أَنه يحْتَاج إِلَى التَّعَرُّض لمن يتَوَهَّم كَونه دخيلا فِي الشّرف مِمَّن يستضعف جَانِبه وَكَذَا كَانَ أَبوهُ، ويحكى أَن وَالِده احْتَاجَ فِي تجهيز ابْنة لَهُ يُقَال اسْمهَا صرغتمش وَسَأَلَ الجمالي الاستادار فِي مساعدته فَكتب لَهُ بِمِائَة ألف، فرام الصَّيْرَفِي دَفعهَا لَهُ فَقَالَ بل امش معي لتباشر شِرَاء مَا أحتاج إِلَيْهِ وتدفع أَنْت الثّمن وَإِلَّا فَمَتَى أَخَذتهَا ضَاعَت فِي غير الْمَقْصُود أَو كَمَا قَالَ فَفعل، وَلما على الجمالي بذلك تحقق صدق مقاله وَأَنه لم يَجْعَل ذَلِك وَسِيلَة فِي الطّلب فزاده مبلغا آخر، وَلَا تصافه بِمَا ذكرته مِمَّا كَانَ السُّلْطَان يعرفهُ إِذْ كَانَ يجىء وَهُوَ أَمِير لِجَار لَهُ تركي اسْمه ارنبغا عَزله عَن النقابة فِي سنة أَربع وَأَرْبَعين بِحُسَيْن بن أبي بكر الْفراء الْآتِي، وَاسْتمرّ معزولا حَتَّى مَاتَ فِي صفر سنة ثَلَاث وَخمسين. وَله أَخ اسْمه حُسَيْن فِي قيد الْحَيَاة سنة إِحْدَى وَتِسْعين يتَصَرَّف فِي أَبْوَاب الْقُضَاة على هَيْئَة إملاق.
٤٢١ - الْحسن بن عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد فتح الدّين أَبُو الْفَتْح المنزلي ثمَّ القاهري