للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الطولوني الْحَنَفِيّ أحد تواب الْحَنَفِيَّة، وَيعرف بالسراجي نِسْبَة لجده لَهُ أَعلَى يُقَال لَهُ سراج. مِمَّن اشْتغل وتميز وَكتب الْخط الْحسن وَمِمَّا كتبه الْقَامُوس بل وأوقفني على قصيدة من نظمه أَولهَا:

(بكأس ثغرك هَل للصب تَعْلِيل ... وَهل على الْوَصْل يَا لمياء تعويل)

وَشَرحهَا، وَكَانَ قد لَازم الْجلَال بن السُّيُوطِيّ لكَونه من خطته جوَار جَامع ابْن طولون وَكتب عَنهُ من مجموعاته أَشْيَاء وَقرأَهَا ثمَّ لكَونه لم يمش مَعَه فِيمَا لم يُوَافق باينه، وَفِي غُضُون ذَلِك فِي أول ذِي الْحجَّة سنة خمس وَتِسْعين سمع مني المسلسل بِشَرْطِهِ وحدي زُهَيْر العشاري واستجازني ومدحني وَعِنْده أدب وفضيلة وَفِيه تجمل وحشمة، وَأول من ابتكر نيابته الشَّمْس الْغَزِّي ثمَّ ولاه الاخميمي وَجلسَ بحاوت بخطته، كَانَ الله لَهُ.

٤٢٢ - حسن بن عَليّ بن أَحْمد الْبَدْر أَبُو عَليّ الدماطي الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي الضَّرِير / ودماط من الغربية بِالْقربِ من الْمحلة. قدم الْقَاهِرَة فحفظ الْقُرْآن والتنبيه والمنهاج الْأَصْلِيّ وألفية النَّحْو)

والشاطبية وتوضيح النخبة لشَيْخِنَا وَأَخذه بحثا عَنهُ بقرَاءَته ولازمه كثيرا فِي الرِّوَايَة والدراية وَأذن لَهُ فِي الاقراء وَأثْنى عَلَيْهِ، وَكَذَا أَخذ الْفِقْه عَن الشّرف السُّبْكِيّ والونائي والبلقيني والمناوي وَقَرَأَ عَلَيْهِ فِي بعض التقاسيم وَحضر أَيْضا دروس القاياتي والأمين الاقصرائي والزين طَاهِر وَغَيرهم والقراآت عَن التَّاج بن تمرية والعفصي والزين رضوَان والشهاب السكندري وأكمل عَلَيْهِ والعربية عَن كريم الدّين العقبي وَلم يمهر فِيهَا خَاصَّة بلَى برع فِي الْفِقْه والقراءات، وتصدر للاقراء زَمنا، وانتفع بِهِ الطّلبَة، وخطب بالجامع الْأَزْهَر نِيَابَة وَبِغَيْرِهِ وَسمع على الرَّشِيدِيّ وَجَمَاعَة وَحج تنزل فِي صوفية سعيد السُّعَدَاء وَكَانَ فَقِيها فَاضلا متقنا ضابطا متحريا مقرئا مجودا متعبدا كثير التِّلَاوَة فَقِيرا قانعا. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ بعد أَن توعك أشهرا بِحَيْثُ استثقلت بِهِ زَوجته فحول إِلَى البيمارستان من نَحْو شهر، ثمَّ حمل إِلَى الاقبغاوية مَيتا فَبَاتَ بهَا وَختم الْقُرْآن عِنْده ثمَّ غسل من الْغَد وَصلى عَلَيْهِ فِي مشْهد حافل تقدم الزين زَكَرِيَّا ثمَّ دفن بتربة سعيد السُّعَدَاء عَن نَحْو السِّتين وَنعم الرجل حرمه الله وإيانا.

٤٢٣ - حسن بن عَليّ بن أَحْمد حسام الدّين الكجكني الْحلَبِي البانقوسي / نَائِب السلطنة بالكرك. ترقى فِي الخدم إِلَى أَن أَمر بطرابلس وَقدم مَعَ يلبغا الناصري لما انتزع الْملك من برقوق فَأمره بالكرك وَتقدم عِنْد الظَّاهِر برقوق لكَونه خدمه بالكرك ثمَّ قربه وَأمره بِمصْر إمرة خمسين وَبَعثه رَسُولا إِلَى الرّوم فَمَاتَ فِي ثَالِث رَجَب سنة

<<  <  ج: ص:  >  >>