وَكَذَا ذكره المقريزي فِي عقوده وَأَنه اجْتمع بِهِ مرَارًا وَنعم الرجل فِي علمه وَدينه انْفَرد بِمَكَّة فِي قسم التركات والميقات وَيذكر بِفقه وَغَيره. قلت وَحدث ودرس وَأفَاد وَأخذ عَنهُ الْأَئِمَّة ولقيته بِمَكَّة فَقَرَأت عَلَيْهِ أَشْيَاء وَبَالغ فِي وصفي. وَمَات فِي ظهر يَوْم الْخَمِيس خَامِس عشر ربيع)
الأول سنة أَربع وَسِتِّينَ بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة وتأسف المكيون على فَقده رَحمَه الله وإيانا. وَمِمَّا كتبته عَنهُ من نظمه:
(وَإِن ترد كشف الصِّحَاح للفظة ... فالباب آخِره وَفصل أول)
(وَإِن يَك الْحَرْف الْأَخير عِلّة ... فَمن فُصُول آخر يحصل)
إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان برهَان الدّين الْأنْصَارِيّ الخزرجي التتائي ثمَّ القاهري الْمَالِكِي العَبْد الصَّالح أَخُو الشّرف مُوسَى الْأنْصَارِيّ الْآتِي. ولد سنة تسع عشرَة وَثَمَانمِائَة بتتا قَرَأَ بهَا الْقُرْآن عِنْد الْفَقِيه هرون وَقدم مِنْهَا فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ فتلاه على الزين طَاهِر والشهاب السكندري وتلا عَلَيْهِ للكسائي وَكَذَا لنافع وَابْن كثير لَكِن إِلَى الْكَهْف فَقَط وعَلى غَيره لأبي عَمْرو وَحفظ لرسالة وَأخذ فِي الْفِقْه عَن الزينين طَاهِر وَعبادَة وَأبي الْقسم النوري وَقسم عَلَيْهِ ابْن الْحَاجِب بِمَكَّة وَفِي الْعَرَبيَّة عَن أول الثَّلَاثَة مَعَ الوروري وَكتب عَن شَيخنَا فِي الأمالي ولازمه فِي غَيرهَا رِوَايَة وبحثا وَسمع على القَاضِي سعد الدّين بن الديري بل وعَلى الزين الزَّرْكَشِيّ فِي مُسلم وَأكْثر من الْمُلَازمَة للمناوي فِي مُدَّة تزيد على ثَلَاثِينَ سنة وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْكثير من كتب الحَدِيث وَالتَّفْسِير وَالرَّقَائِق وَلبس الْخِرْقَة من جمَاعَة وَصَحب غير وَاحِد من الأكابر كالشيخ مَدين ولازم الْأمين الأقصرائي فِي قِرَاءَة تَفْسِير الْبَيْضَاوِيّ وَغَيره وَحج غير مرّة أَولهَا فِي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وجاور بعد الْخمسين وَقَرَأَ بِمَكَّة على أبي الْفَتْح المراغي الْيَسِير من الْكتب السِّتَّة والشفا وبالمدينة بَين الْقَبْر والمنبر على الْمِنْبَر على الْمُحب المطري الشفا بِكَمَالِهِ وَأقَام فِي الترسيم بعد أَخِيه مُدَّة مَعَ كَونه لم يدْخل مَعَه فِي شَيْء وَنعم الرجل صلاحا وصفاء ووضاءة ومداومة على التَّعَبُّد بِالصَّلَاةِ وَالصَّوْم ورغبة فِي مجَالِس الحَدِيث وَالْعلم بل سِيمَا الْخَيْر عَلَيْهِ ظَاهِرَة. مَاتَ فِي لَيْلَة عَاشر رَمَضَان سنة خمس وَتِسْعين وَدفن بتربة أَخِيه بِالْقربِ من الشَّيْخ مُحَمَّد الإسطنبولي وَخلف ذكرا ابْن بضع عشرَة من أمة رُومِية اسْمه يحيى وَهُوَ الْآن حَيّ رَحمَه الله.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute