للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

سِيمَا وَكَانَ البرهاني العجلوني يتَوَجَّه للإقامة هُنَاكَ برسم إقراء الطّلبَة مَعَ ذكر مَجِيئه عَنهُ فِي ذَلِك مَقَاصِد صَالِحَة وَالله أعلم بِهَذَا كُله. مَاتَ وَقد توجه لزيارة الْقُدس والخليل بعد توعكه مُدَّة بمَكَان بَين غَزَّة والرملة يُقَال لَهُ سدود بِالْقربِ)

من الْمقَام الْمَنْسُوب للسَّيِّد سُلَيْمَان فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ ثامن عشر ربيع الأول سنة سبع وَسبعين وَدفن هُنَاكَ وسنه ظنا يزِيد على الثَّمَانِينَ رَحمَه الله وإيانا.

إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْبُرْهَان أَبُو اسحق الْمقدمِي الأحبولي الملحاني الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي. لَقِيَنِي بِمَكَّة وَقَرَأَ عَليّ الحزب الْمَنْسُوب للنووي وَسمع عَليّ غَيره وأجزته.

إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن مُحَمَّد بن دَاوُد بن شمس بن رستم بن عبد الله الْبُرْهَان أَبُو اسحق الشمباري ثمَّ الْمَكِّيّ الشَّافِعِي وَيعرف بالزمزمي نِسْبَة لبئر زَمْزَم لكَونه كأبيه كَانَ يَلِي أمرهَا مَعَ سِقَايَة الْعَبَّاس نِيَابَة عَن أَمِير الْمُؤمنِينَ العباسي. ولد فِي جُمَادَى الأولى سنة سبع وَسبعين وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فَسمع على ابْن صديق والأبناسي وَأبي الطّيب السحولي والزين المراغي وَالْمجد اللّغَوِيّ وَالْجمال بن ظهيرة وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَابْن الْجَزرِي فِي آخَرين وَأَجَازَ لَهُ النشاوري والتنوخي والمليجي والصردي وَمَرْيَم الْأَذْرَعِيّ وَخلق وَأخذ الْفِقْه عَن الْجمال بن ظهيرة والعربية عَنهُ وَعَن النسيم الكازروني ولازمه وَبِه تخرج وَعَلِيهِ انْتفع والركن الخوافي وَالشَّمْس المعيد والفرائض والحساب والجبر والمقابلة والهيئة والهندسة وَعلم الْمِيقَات واستخراج التَّقْوِيم من الزيج والتواريخ عَن أَخِيه الْبَدْر حُسَيْن وَالْعرُوض عَن أَخِيه الآخر الْمجد إِسْمَاعِيل والمعاني وَالْبَيَان والمنطق وأصول الدّين عَن لطف الله السَّمرقَنْدِي تلميذ التَّفْتَازَانِيّ والتصوف عَن مُوسَى الزهْرَانِي والمحيوي مُحَمَّد بن مُحَمَّد ابْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد من ذُرِّيَّة الْغَزالِيّ وَحسن الأبيوردي وَذكر أَنه قَرَأَ عَلَيْهِ التعرف فِي التصوف والزين الحافي وَمِنْه وَمن الْغَزالِيّ لبس الْخِرْقَة وأذنا لَهُ فِي إلباسها. ولازم الِاشْتِغَال حَتَّى تقدم فِي فنون وَانْفَرَدَ فِي بَلَده بعلمي الْمِيقَات والفرائض وتوابعهما وصنف فِي ذَلِك وَصَارَ الْمعول عَلَيْهِ فِيهِ بقطره مَعَ الْمُشَاركَة فِي غَيره من الْفَضَائِل والاشتمال على الْأَوْصَاف من الدّيانَة والثقة والعفة بِحَيْثُ لم تعلم لَهُ صبوة مَعَ كَونه لم يتَزَوَّج قطّ والتواضع وإطراح النَّفس وَعدم التَّكَلُّف وسلامة الصَّدْر وَالْوَقار والبهاء والمهابة وَقد ذكره شَيخنَا فِي تَرْجَمَة أَخِيه إِسْمَاعِيل وَقَالَ إِنَّه اشْتغل فِي عدَّة فنون وَأخذ عَن أَخِيه حُسَيْن علم الْفَرَائِض والحساب فمهر فيهمَا انْتهى.

<<  <  ج: ص:  >  >>