للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وَثَمَانِينَ لعبد الْقَادِر بن النَّقِيب وَهُوَ إِنْسَان لين الْجَانِب تجرع بعد مَا أُشير إِلَيْهِ فاقة سِيمَا حِين توجه بِسَبَبِهَا لملاقاة السَّيِّد الْكرْدِي ليعينه)

فِيهَا فَإِنَّهُ سقط وانكسر بعض أَعْضَائِهِ. مَاتَ فِي سنة سبع وَتِسْعين رَحمَه الله وإيانا.

إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن عمر برهَان الدّين الْأنْصَارِيّ المتبولي ثمَّ القاهري الأحمدي أحد المعتقدين قدم من بَلَده متبول من الغربية إِلَى طنتدا فَأَقَامَ بضريحها مُدَّة ثمَّ تحول إِلَى الْقَاهِرَة وَنزل بِظَاهِر الحسينية فَكَانَ يُدِير بهَا مزرعة ويباشر بِنَفسِهِ الْعَمَل فِيهَا من عزق وتحويل وَغير ذَلِك من مصالحها وَكَانَ يجْتَمع إِذْ ذَاك بالشيخ إِبْرَاهِيم الغنام وَنزل بزاوية هُنَاكَ بدرب التتر تعرف بالشيخ رستم وَكَانَ فِيمَا بَلغنِي يتَرَدَّد إِلَيْهِ بهَا الْمُقْرِئ عبد الْغَنِيّ الهيثمي والزين عبَادَة بل كَانَ ابْتِدَاء اختفائه حِين طلب للْقَضَاء عِنْده فِيهَا ثمَّ قطن زَاوِيَة غَيرهَا بِالْقربِ من درب السبَاع وَصَارَ الْفُقَرَاء يردون عَلَيْهِ فِيهَا وَيقوم بكلفتهم من زرعه وَغَيره فاشتهر أمره وتزايد خَبره وَحج غير مرّة وانتقل لبركة الْحَاج وَأَنْشَأَ هُنَاكَ زَاوِيَة كَبِيرَة للْجُمُعَة وَالْجَمَاعَات وبستانا متسعا وسبيلا على الطَّرِيق هائلا عَم الِانْتِفَاع بِهِ سِيمَا فِي أَيَّام الْحَج وَكَذَا أنشأ جَامعا كَبِيرا بطنتدا وبرجا بدمياط وأماكن غير ذَلِك وَكَثُرت أَتْبَاعه بِحَيْثُ صَار يخبز لَهُم كل يَوْم زِيَادَة على أردب وَرُبمَا بلغ ثَلَاثَة أرادب سوى عليق الْبَهَائِم الَّتِي برسم مزدرعاته وَنَحْوهَا وَهُوَ فِيمَا بَلغنِي ثَمَانِيَة أرادب وهرع الأكابر فضلا عَمَّن دونهم لزيارته والتبرك بِهِ وَنسب إِلَيْهِ جماعته من الكرامات الْكثير واستفيض بَينهم أَنه لم يجب عَلَيْهِ غسل قطّ لَا من جماع فَإِنَّهُ لم يتَزَوَّج وَلَا احْتِلَام بل كَانَ فِيمَا قيل يذكر ذَلِك عَن نَفسه وَيَقُول أَنه أَخذ عَن الشَّيْخ يُوسُف الْبُرُلُّسِيّ الأحمدي وانتفع بِصُحْبَتِهِ وَأَنه فتح عَلَيْهِ فِي سطح جَامع الظَّاهِر لِأَنَّهُ أَقَامَ فِيهِ مُدَّة وتزاحم النَّاس عَلَيْهِ فِي الشفاعات وَكَانَ يرفدهم برسائله بل رُبمَا توجه هُوَ بِنَفسِهِ فِي المهم مِنْهَا كل ذَلِك مَعَ أميته ومداومته على الإهداء لكثير من الْأُمَرَاء وَنَحْوهم من فَاكِهَة بستانه وَنَحْوهَا وَالنَّاس فِيهِ فريقان وَكنت مِمَّن زرته وملت مَعَ محبيه بل بَلغنِي عَن الْعِزّ الْحَنْبَلِيّ أَنه قَالَ لَا شكّ فِي صَلَاحه ووددت لَو كَانَ ثمَّ آخر مثله وَلَو لم يكن إِلَّا جمعه الجم الْغَفِير على الطَّعَام بل قيل أَنه ذكر مَا يُؤذن بِولَايَة الْبَدْر السَّعْدِيّ من بعده وَأَنه قيل لَهُ عَن الْخَطِيب فَذكر مَا يُؤذن أَنه لَا يصلح لصالحة وَعَن نور الدّين الشيشيني وَابْن جناق فَذكر مَا يلمح بموتهما قبله وَأكْثر مَا أنكر عَلَيْهِ اخْتِلَاط المردان من أتباعهم بغيرهم

<<  <  ج: ص:  >  >>