للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَأحسن لفقراء الْحَرَمَيْنِ وَغَيرهم.

٨٠٥ - دَاوُد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن سُلَيْمَان بن أَحْمد بن حُسَيْن المعتضد بِاللَّه أَبُو الْفَتْح بن المتَوَكل على الله الْهَاشِمِي العباسي الْمصْرِيّ أحد الْأُخوة وشقيق سُلَيْمَان / الْآتِي. بُويِعَ بالخلافة بعد خلع أَخِيه المستعين بِاللَّه أبي الْفضل الْعَبَّاس فِي يَوْم الْخَمِيس سادس عشر ذِي الْحجَّة سنة سِتّ عشرَة وَثَمَانمِائَة وَاسْتمرّ دهرا، وَكَانَ خليقا لَهَا بِدُونِ مرافع كَرِيمًا عَاقِلا سيوسا دينا متواضعا حُلْو المحاضرة محبا فِي الْعلمَاء والفضلاء مَعَ جودة الْفَهم والميل إِلَى الْأَدَب وَأَهله والمحاسن الجمة وَلما سَافر مَعَ الْأَشْرَف إِلَى آمد كَانَ كثير الامداد لشَيْخِنَا والاهداء لَهُ فَكتب لَهُ شَيخنَا بقوله:

(يَا سيدا سَاد بني الدُّنْيَا فهم ... تَحت لوائه الْكَرِيم المنعقد)

)

(أمددتني فضلا وشكري قَاصِر ... فَإِن أردْت الشُّكْر مني فاقتصد)

(أشبهت عَبَّاس الندى فِي الْمحل إِذْ ... أطاعه الْغَيْث وَكَانَ قد فقد)

(إِلَى أبي الْفضل انْتهى الْجُود وَفِي ... أَوْلَاده بَقِيَّة فسل تَجِد)

(ماجد حَتَّى حَاز جود جده ... إِلَّا أَمِير الْمُؤمنِينَ المعتضد)

مَاتَ فِي ربيع الأول سنة خمس وَأَرْبَعين وَقد قَارب السّبْعين بعد مرض طَوِيل وَصلى عَلَيْهِ بالسبيل المؤمني بِحُضُور السُّلْطَان فَمن دونه، وَدفن بالمشهد النفيسي رَحمَه الله وَاسْتقر بعده فِي الْخلَافَة شقيقه سُلَيْمَان.

٨٠٦ - دَاوُد بن مُحَمَّد بن عَليّ القلتاوي الْأَزْهَرِي الْمَالِكِي /. ولد بقلتا قربَة من المنوفية وَقدم بعد بُلُوغه الْقَاهِرَة فقطن الْأَزْهَر وَحفظ الْقُرْآن وَابْن الْحَاجِب الفرعي والأصلي والرسالة لِابْنِ أبي زيد وألفية النَّحْو، وَأخذ عَن أبي الْقسم النويري والزين طَاهِر وَأبي الْجُود، وَكَذَا أَخذ فِي الْأُصُول والعقليات وَغَيرهَا عَن التقيين الشمني والحصني والاقصرائي، وجد فِي المطالعة والتحصيل بِحَيْثُ شَارك فِي الْفِقْه والعربية وَغَيرهمَا مَعَ جموده ويبسه، وحافظته أشبه من فاهمته وكتابته أحسن من عِبَارَته وَسمع ختم البُخَارِيّ فِي الظَّاهِرِيَّة الْقَدِيمَة. وكتبته هُنَاكَ غَلطا دَاوُد بن دَاوُد بن مُحَمَّد. وَقد سَأَلَني عَن حَدِيث كل الصيدفي جَوف الفرا وكتبت لَهُ جَوَابا حافلا سَمعه مني وَقَالَ قد سَأَلت عَنهُ كل الْجَمَاعَة فَمَا عرفوه، وَكَذَا كتبه البقاعي عني وتصدى للاقراء قَدِيما فَانْتَفع بِهِ صغَار الطّلبَة وَكَذَا كتب على الْفتيا وَصَارَ أحد شُيُوخ الْمَالِكِيَّة، حَتَّى أَن قَاضِي الْمَذْهَب اللَّقَّانِيّ رد على قَاضِي الْجَمَاعَة يَوْم مجْلِس الْكَنِيسَة حِين ذكر مَا ينْقضه بقوله بل هُوَ من مدرسي الْجَامِع من نَحْو عشْرين سنة وَنَحْو ذَلِك، وَحج وتنزل فِي البيبرسية وَسَعِيد

<<  <  ج: ص:  >  >>