عَن بني الدُّنْيَا مَعَ كَونه مِمَّن كَانَ اخْتصَّ بالأمير يشبك الْفَقِيه وقتا وَنعم الرجل، وَوَصفه ابْن أَسد فِي إجَازَة لوَلَده بِأَنَّهُ شيخ الْقُرَّاء ومعدن الاقراء الشَّيْخ الامام الْعَالم الْمُفِيد النافع لخلق الله فِي الْعُلُوم فيدرس وَيُعِيد.
٨٩١ - زَكَرِيَّا بن عَليّ بن كمشبغا التَّاجِر وَأمه عنقاء أُخْت جِهَة البدري ابْن شَيخنَا. / كَانَ أَبوهُ مصارعا قيمًا، وَنَشَأ وَلَده فَدخل دَار الضَّرْب إِلَى أَن اكْتسب قدرا فترقى حِينَئِذٍ لحرفة زوج أمه ابراهيم بن المرجوشي وَهِي بيع القماش السكندري وَمَا أشبهه فِي سوق الشّرْب ونال فِي ذَلِك حظا وافرا وشهرة تَامَّة مَعَ نهضة وحذق فِي سَبَب وتقلل فِي معيشته. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ سامحه الله وَعَفا عَنهُ.
٨٩٢ - زَكَرِيَّا بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن زَكَرِيَّا الزين الْأنْصَارِيّ السنبكي القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي القَاضِي. / ولد فِي سنة سِتّ وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بسنيكة من الشرقية، وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن عِنْد الفقيهين مُحَمَّد بن ربيع والبرهان الفاقوسي البلبيسي أحد من كتبت عَنهُ وعمدة الاحكام وَبَعض مُخْتَصر التبريزي فِي الْفِقْه ثمَّ تحول إِلَى الْقَاهِرَة فِي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين فقطن الْأَزْهَر وأكمل حفظ الْمُخْتَصر الْمَذْكُور بل حفظ أَيْضا الْمِنْهَاج الفرعي وألفية النَّحْو)
والشاطبيتين وَبَعض الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ وَنَحْو النّصْف من ألفية الحَدِيث وَمن التسهيل إِلَى كَاد وَبَعض ذَلِك بعد هَذَا الأوان، وَأقَام بعد مَجِيئه الْقَاهِرَة بهَا يَسِيرا ثمَّ عَاد إِلَى بَلَده ثمَّ رَجَعَ فداوم الِاشْتِغَال وجد فِيهِ وَكَانَ مِمَّن أَخذ عَنْهُم الْفِقْه القاياتي وَالْعلم البُلْقِينِيّ فَقَرَأَ عَلَيْهِمَا شرح الْبَهْجَة مُلَفقًا بل وَأخذ عَنْهُمَا فِي الْفِقْه غير ذَلِك وَعَن الشّرف السُّبْكِيّ والشموس الونائي والحجازي والبدرشي والشهاب بن المجدي والبدر النسابة والزين البوتيجي بل وَعَن شَيخنَا والزين رضوَان فِي آخَرين، وَحضر دروس الشّرف الْمَنَاوِيّ وَغَيره بل قَرَأَ فِي التَّنْبِيه على الشَّمْس البامي كَمَا كَانَ يخبر بِهِ وأصول الْفِقْه القاياتي والكافياجي قَرَأَ عَلَيْهِمَا الْعَضُد مُلَفقًا والعز عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وَابْن الْهمام والشرواني والشمني وَجَمَاعَة وأصول الدّين على الْعِزّ الْمَذْكُور أَخذ عَنهُ شرح العقائد بِكَمَالِهِ مَا بَين سَماع وَقِرَاءَة والشرواني قَرَأَ عَلَيْهِ شرح المواقف وَالشَّمْس مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود الْمَدْعُو بالشيخ البُخَارِيّ نزيل زَاوِيَة الشَّيْخ نصر الله قَرَأَ عَلَيْهِ العبري شرح الطوالع والأبدي وَغَيرهم وَعَن كل مشايخه فِي أصل الدّين أَخذ النَّحْو بل وَأَخذه أَيْضا عَن ابْن المجدي وَابْن الْهمام والشمني وَالصرْف عَن الْعِزّ والشرواني وَكَذَا عَن مُحَمَّد بن أَحْمد الكيلاني قَرَأَ عَلَيْهِ شرح تصريف الْعزي للتفتازاني وَطَائِفَة والمعاني وَالْبَيَان