للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

من ذكر من جَمِيع شُيُوخه فِي أَخذه عَنهُ أَكثر من بعض، كَمَا أَن عمله فِي هَذِه الْعُلُوم أَيْضا يتَفَاوَت، وَلم يَنْفَكّ عَن الِاشْتِغَال على طَريقَة جميلَة من التَّوَاضُع وَحسن الْعشْرَة وَالْأَدب والعفة والانجماع عَن بني الدُّنْيَا مَعَ التقلل وَشرف النَّفس ومزيد الْعقل وسعة الْبَاطِن وَالِاحْتِمَال والمداراة إِلَى أَن أذن لَهُ غير وَاحِد من شُيُوخه فِي الافتاء والاقراء وَمِمَّنْ كتب لَهُ شَيخنَا وَنَصّ كِتَابَته فِي شَهَادَته على بعض الآذنين لَهُ: وأذنت لَهُ أَن يقرىء الْقُرْآن على الْوَجْه الَّذِي تَلقاهُ ويقرر الْفِقْه على النمط الَّذِي نَص عَلَيْهِ الإِمَام وارتضاه قَالَ وَالله المسؤل أَن يَجْعَلنِي وإياه مِمَّن يرجوه ويخشاه إِلَى أَن نَلْقَاهُ. وَكَذَا أذن لَهُ فِي اقراء شرح النخبة وَغَيرهَا وتصدى للتدريس فِي حَيَاة غير وَاحِد من شُيُوخه وَأخذ عَنهُ الْفُضَلَاء طبقَة بعد طبقَة مَعَ إِعْلَام متفننيهم بِحَقِيقَة شَأْنه وَلَكِن الْحَظ أغلب، وَشرح عدَّة كتب مِنْهَا آدَاب الْبَحْث وَسَماهُ فتح الْوَهَّاب بشر الْآدَاب وفصول ابْن الهائم فِي الْفَرَائِض سَمَّاهُ غَايَة الْوُصُول إِلَى علم الْفُصُول مزج الْمَتْن فِيهِ وَآخر غير ممزوج سَمَّاهُ مَنْهَج الْوُصُول إِلَى تَخْرِيج الْفُصُول هُوَ أبسطهما والتحفة القدسية فِي الْفَرَائِض لِابْنِ الهائم أَيْضا وَسَماهُ التفة الأنسية لغلق التُّحْفَة القدسية وألفية)

ابْن الهائم أَيْضا الْمُسَمَّاة بالكفاية وَسَماهُ نِهَايَة الْهِدَايَة فِي تَحْرِير الْكِفَايَة وبهجة الْحَاوِي وَسَماهُ الْغرَر البهية فِي شرح الْبَهْجَة الوردية وتنقيح اللّبَاب للْوَلِيّ بن الْعِرَاقِيّ ومختصر الرَّوْضَة لِابْنِ الْمقري الْمُسَمّى بالروض وحاشية على شرح الْبَهْجَة للْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَشرح فِي النَّحْو شذور الذَّهَب بل كتب على ألفية النَّحْو يَسِيرا وَفِيمَا يتَعَلَّق بالقراءات شرح مُقَدّمَة التجويد لِابْنِ الْجَزرِي ومختصر قُرَّة الْعين فِي الْفَتْح والامالة وَبَين اللَّفْظَيْنِ لِابْنِ القاصح وَأَحْكَام النُّون الساكنة والتنوين وَالْمدّ وَالْقصر وَفِي الْمنطق شرح ايساغوجي وَشرح المنفرجة فِي مطول ومختصر وأقرأ مُعظم ذَلِك وطار مِنْهُ شرح الْبَهْجَة فِي كثير من الاقطار وَكنت أتوهم أَن كِتَابَته أمتن من عباريه إِلَى أَن اتَّضَح لي أمره حِين شرع فِي غيبتي بشرح ألفية الحَدِيث مستمدا من شرحي بِحَيْثُ عجب الْفُضَلَاء من ذَلِك وَقلت لَهُم من ادّعى مَا لم يعلم كذب فِيمَا علم، وخطر لي لقُصُور الطّلبَة الْمُرُور على شَرحه للبهجة وابراز مَا فِيهِ سِيمَا فِي كثير مِمَّا يزْعم المزج فِيهِ. وَقصد بالفتاوي وزاحم كثيرا من شُيُوخه فِيهَا، وَكَانَ أحد من كتب فِي كائنة ابْن الفارض بل هُوَ أحد من عظم ابْن عَرَبِيّ واعتقده وَسَماهُ وليا، وعذلته عَن ذَلِك مرّة بعد أُخْرَى فَمَا كف بل تزايد فصاحة بذلك بِأخرَة وأودعه فِي شَرحه للروض من مُخَالفَته الماتن فِي ذَلِك. وَله تهجد وتوجد وصبر

<<  <  ج: ص:  >  >>