وَاحْتِمَال وَترك للقيل والقال وأوراد واعتقاد وتواضع وَعدم تنَازع بل عمله فِي التودد يزِيد عَن الْحَد ورويته أحسن من بديهته وكتابته أمتن من عِبَارَته وَعدم مسارعته إِلَى الفتاوي قيل مِمَّا يعد فِي حَسَنَاته، وبيننا أنسة زَائِدَة ومحبة من الْجَانِبَيْنِ تَامَّة وَلَا زَالَت المسرات واصلة إِلَى من قبل بِالدُّعَاءِ وَالثنَاء وَإِن كَانَ ذَلِك دأبه مَعَ عُمُوم النَّاس فحظي مِنْهُ أوفر ولفضي فِيهِ كَذَلِك أغزر وَقد عرض عَلَيْهِ إِمَامَة الْمدرسَة الزينية الاستادار أول مَا فتحت، وَيكون سَاكِنا بهَا فتوقف وَاسْتَشَارَ القاياتي فحسنه لَهُ وَلم يلبث أَن جَاءَهُ صَاحبه الشهَاب الزواوي وَسَأَلَهُ أَن يتَكَلَّم لَهُ مَعَ القاياتي فِي اشارته إِلَى الْوَاقِف بتقريره فِيهَا فبادر من غير اعلامه بِأَنَّهُ سُئِلَ فِيهَا وَتوجه مَعَه إِلَى القاياتي فَكَلمهُ فوعده بالاجابة بعد أَن علم الشهَاب مِنْهُ بتعيينها لَهُ وتمادي الْحَال، وَمَعَ ذَلِك فاستقر فِيهَا الشهَاب بن أَسد، وَكَذَا سَأَلَ فِي خزن كتب المحمودية بعد شَيخنَا فبادر النّحاس وَأَخذهَا للتريكي بل تكلم فِي أَخذ مَا كَانَ فِي تَرِكَة ابْن البُلْقِينِيّ من كتب الْأَوْقَاف حرصا مِنْهُ فِي ذَلِك وَفِي الخزن على الاستمداد من الْكتب وَعمل الميعاد بِجَامِع الظَّاهِر نِيَابَة ثمَّ وثب البقاعي على الْأَصِيل فَانْقَطع. وَاسْتمرّ بِهِ الْعلم بن الجيعان)
فِي مشيخة التصوف بالجامع الَّذِي أنشأه ببركة الرطلي أول مَا فتح، وَكَذَا اسْتَقر فِي مشيخة التصوف بِمَسْجِد الطواشي علم دَار بدرب ابْن سنقر بِالْقربِ من بَاب البرقية عوضا عَن زَيْنَب ابْنة شَيْخه أبي الْجُود ثمَّ رغب عَنهُ وَقَررهُ الظَّاهِر خشقدم فِي التدريس بتربته الَّتِي أَنْشَأَهَا بالصحراء أول مَا فتحت. وَفِي تدريس الْفِقْه بِالْمَدْرَسَةِ السابقية بعد موت ابْن الملقن وَقدمه على غَيره مِمَّن نَازع مَعَ سبق كِتَابَة النَّاظر الْخَاص لَهُ. وتحول من ثمَّ للسكن فِي قاعتها وَزَاد فِي الترقي وَحسن الطلاقة والتلقي مَعَ كَثْرَة حاسديه والمتعرضين لجانبه وواديه، وَهُوَ لَا يلقاهم إِلَّا بالبشر والطي للنشر إِلَى أَن اسْتَقر بِهِ الْأَشْرَف قايتباي فِي مشيخة الدَّرْس المجاور للشَّافِعِيّ وَالنَّظَر عَلَيْهِ عقب موت التقي الحصني بعد سعي جلّ الْجَمَاعَة فِيهِ بِدُونِ مَسْأَلَة مِنْهُ وَألبسهُ لذَلِك جندة خضراء وَتوجه إِلَى الْمقَام وَمَعَهُ الْقُضَاة الْأَرْبَعَة مَا عدا الْحَنَفِيّ لتوعكه وقاضي الشَّام القطب الخيضري وَمن شَاءَ الله وَبَعض الْأُمَرَاء. ثمَّ رَجَعَ إِلَى منزله وباشر الدَّرْس والتكلم على أوقافه واجتهد فِي عمارتها واستخلص مِنْهُ مَا كَانَ مُنْفَصِلا عَنهُ من مُدَّة بعد خطوب وحروب فِي استخلاصها يطول شرحها ثمَّ أضَاف إِلَيْهِ بعد ذَلِك نظر القرافة بأسرها إِلَى غير ذَلِك مِمَّا يُؤذن بمزيد خصوصيته عِنْده وَلذَا كثر توسل النَّاس بِهِ إِلَيْهِ وَإِلَى غَيره من أمرائه فَمن دونهم فِي كثير من المآرب وَانْفَرَدَ عَن
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute