أنكر عَلَيْهِ استمراره بزيه مَعَ مخالطته للفقهاء فَأَجَابَهُ بِمَا كتبته فِي فَتَاوِيهِ بل سَمعه بَعضهم بِحَضْرَتِهِ وَهُوَ يعْقد فِي كَلَامه الْقَاف على طريقتهم، فَقَالَ لَهُ أَلا تخلصا قافا فنصره بقوله لَو قَالَ فِي الْفَاتِحَة الْمُسْتَقيم بِالْقَافِ المعقودة مَعَ الْقُدْرَة على خلاصها صَحَّ بل استفتى جمَاعَة كالعبادي والمقسي والجوجري على من تعرض لَهُ بالاساءة وأجابوه كلهم بِالشَّهَادَةِ بخيره وحضوره مجَالِس الْعلمَاء وتكلمه فِي مسَائِل الْعلم وتأدبه وإنشاده الشّعْر وَنَحْو ذَلِك مِمَّا لم أزل أَيْضا أسمعهُ. وَقد زارني فِي سنة سِتّ وَتِسْعين واستأنست بِهِ وَحكى لنا عَن الونائي وَغَيره مِمَّن خالطهم من طبقتهم وَمن دونهَا كَأبي البركات الغراقي وَلَا يَخْلُو من ظرف ولطف.
٨٩٤ - زُهَيْر بن سُلَيْمَان بن زبان بن مَنْصُور بن جماز بن شيخة الْحُسَيْنِي /. كَانَ فاتكا خَارِجا عَن الطَّاعَة يقطع الطّرق على الحجيج والمسافرين إِلَى أَن قتل فِي رَجَب سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ فِي محاربة أَمِير الْمَدِينَة ابْن عَمه مَانع بن عَليّ بن عَطِيَّة ابْن مَنْصُور، وَقتل مَعَ زُهَيْر جمَاعَة من بني حُسَيْن وأراح الله مِنْهُ. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه.
٨٩٥ - زُهَيْر بن سُلَيْمَان بن هبة بن جماز بن مَنْصُور الْحُسَيْنِي / أَمِير الْمَدِينَة. وَليهَا بعد زبيري الْمَاضِي فِي آخر سنة خمس وَسِتِّينَ فاستمر حَتَّى مَاتَ فِي صفر سنة ثَلَاث وَسبعين غير أَنه انْفَصل فِي شَوَّال سنة تسع وَسِتِّينَ نَحْو أَرْبَعَة أشهر بضغيم بن خشرم الْحُسَيْنِي المنصوري وَهُوَ المستقر بعد مَوته.
٨٩٦ - زيد بن غيث بن سُلَيْمَان بن عبد الله الزين أَبُو الْيمن العجلوني ثمَّ الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ. /
ولد قبل السّبْعين وَسَبْعمائة بِيَسِير وَسمع على مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن دَاوُد ابْن حَمْزَة وَمُحَمّد بن الرشيد عبد الرَّحْمَن بن السَّيْف مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر الْمَقْدِسِي أَشْيَاء وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء. وَكَانَ خيرا صَالحا، مَاتَ قبل سنة خمسين فِيمَا ظَنّه البقاعي