شَجَرَة مِنْهَا فَإِذا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ينادينا نصف النَّهَار فَاجْتَمَعْنَا إِلَيْهِ فَإِذا عِنْده رجل جَالس فَقَالَ إِن هَذَا جَاءَنِي وَأَنا نَائِم فسل سَيفي ثمَّ قَالَ يَا مُحَمَّد من يمنعك مني الْيَوْم فَقلت الله عز وَجل يَمْنعنِي مِنْك فَشَام السَّيْف وَهُوَ جَالس كَمَا ترَوْنَ فَمَا قَالَ لَهُ شَيْئا وَلَا عاقبه وَفِي حَدِيث الزُّهْرِيّ كَانَت الْغُزَاة قبل نجد وَفِي رِوَايَة فَسقط السَّيْف من يَده فَأَخذه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ من يمنعك مني فَقَالَ كن خير آخذ قَالَ تشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله قَالَ لَا وَلَكِن لَا أقاتلك وَلَا أكون مَعَ قوم يقاتلونك فَتَركه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَاسم هَذَا الرجل غورث بن الْحَارِث وَهُوَ من محَارب خصفة
الحَدِيث الثَّامِن وَالْعشْرُونَ بعد الْمِائَة روى عمر قَالَ حدث عمر ابْن الْخطاب أَن رجلا من ثَقِيف طلق نِسَاءَهُ وَقسم مَاله على بنيه فَأرْسل إِلَيْهِ عمر فجِئ بِهِ من الطَّائِف فَقَالَ ألم أحدث أَنَّك طلقت نِسَاءَك وَقسمت مَالك بَين بنيك فَقَالَ قد فعلت ذَلِك فَقَالَ عمر لَهُ إِنِّي لأَظُن الشَّيْطَان قد سمع بموتك فِيمَا يسترق من السّمع فقذف فِي قَلْبك أَنَّك يُوشك أَن تَمُوت وَالله لَئِن حدث بك حدث الْمَوْت قبل أَن تراجع نِسَاءَك أَو ترجع مَالك لأورثهن من مَالك ثمَّ لأرجمن قبرك حَتَّى اجْعَل عَلَيْهِ مثل مَا على قبر أبي رِغَال هَذَا الرجل غيلَان بن سَلمَة فَلَمَّا قَالَ لَهُ عمر ذَلِك رَاجع نِسَاءَهُ وارتجع مَاله ثمَّ لم يلبث إِلَّا قَرِيبا من شهر حَتَّى مَاتَ
الحَدِيث التَّاسِع وَالْعشْرُونَ بعد الْمِائَة روى ابْن عَبَّاس أَنه كَانَ على حمَار هُوَ وَغُلَام من بني هَاشم فَمر بَين يَدي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ يُصَلِّي فَلم ينْصَرف لذَلِك هَذِه الْقِصَّة كَانَت بِعَرَفَة والغلام الَّذِي كَانَ مَعَ ابْن الْعَبَّاس رَاكِبًا أَخُوهُ الْفضل بن الْعَبَّاس
الحَدِيث الثَّلَاثُونَ بعد الْمِائَة روى أَبُو بكر بن عبد الرَّحْمَن قَالَ كنت أَنا وَأبي عِنْد مَرْوَان بن الحكم وَهُوَ أَمِير الْمَدِينَة فَذكر لَهُ أَن أَبَا هُرَيْرَة يَقُول من أصبح جنبا أفطر ذَلِك الْيَوْم فَقَالَ مَرْوَان أَقْسَمت يَا أَبَا عبد الرَّحْمَن لتذهبن إِلَى أم الْمُؤمنِينَ عَائِشَة وَأم سَلمَة فلتسألنهما فَذهب عبد الرَّحْمَن وَذَهَبت مَعَه حَتَّى دخل على عَائِشَة فَسلم عَلَيْهَا فَذكر لَهَا ذَلِك فَقَالَت لَيْسَ كَمَا قَالَ أَبُو هُرَيْرَة يَا عبد الرَّحْمَن أيذهب عَمَّا كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يصنع فَذكر الحَدِيث إِلَى أَن قَالَ فأتينا إِلَى أبي هُرَيْرَة فَذكر لَهُ عبد الرَّحْمَن ذَلِك فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَة لَا علم لي إِنَّمَا أخبرنيه مخبر هَذَا الْمخبر الَّذِي كنى عَنهُ أَبُو هُرَيْرَة الْفضل بن عَبَّاس