وَحين كنت هُنَاكَ أجر منزل مساحته عشرُون ذِرَاعا فِي إثني عشر ذِرَاعا بِخَمْسَة عشر دِينَارا مغربيا فِي الشَّهْر وَكَانَ أَرْبَعَة طوابق ثَلَاثَة مِنْهَا مسكونة وَالرَّابِع خَال وَقد عرض على صَاحبه خَمْسَة دَنَانِير مغربية كَأُجْرَة شهرية فرفض معتذرا بِأَنَّهُ يلْزمه أَن يُقيم بِهِ أَحْيَانًا وَلَو انه لم يحضر مرَّتَيْنِ فِي السّنة الَّتِي أقمتها هُنَاكَ
وَكَانَت الْبيُوت من النَّظَافَة والبهاء بِحَيْثُ تَقول إِنَّهَا بنيت من الْجَوَاهِر لَا من الجص والآجر وَالْحِجَارَة وَهِي بعيدَة عَن بَعْضهَا فَلَا تنمو أَشجَار بَيت على سور بَيت آخر ويستطيع كل مَالك أَن يَجْعَل مَا يَنْبَغِي لبيته فِي كل وَقت من هدم أَو إصْلَاح دون أَن يضايق جَاره
وَيرى السائر خَارج الْمَدِينَة نَاحيَة الغرب ترعة كَبِيرَة تسمى الخليج حفرهَا وَالِد السُّلْطَان وَله على شاطئيها ثَلَاثمِائَة قَرْيَة ويبتدئ فَم الخليج من مَدِينَة مصر ويمر بِالْقَاهِرَةِ ويدور بهَا مارا أَمَام قصر السُّلْطَان وَقد شيد على رَأسه قصران أَولهمَا قصر اللؤلؤة وَثَانِيهمَا قصر