من المكس وَلم يَطْلُبهُ وَهَكَذَا خرجت من البوابة فِي سَلام وَقد كتب إِلَى مَكَّة يَقُول عني هَذَا رجل عَالم فَلَا يجوز أَن يُؤْخَذ مِنْهُ وَفِي يَوْم الْجُمُعَة بعد صَلَاة الْعَصْر قُمْت من جدة فبلغت بَاب مَكَّة يَوْم الْأَحَد سلخ جُمَادَى الثَّانِي وَكَانَ قد حضر إِلَى مَكَّة للْعُمْرَة خلق كَثِيرُونَ من نواحي الْحجاز واليمن فِي أول رَجَب وَهُوَ موسم عَظِيم مثل عيد رَمَضَان وهم يحْضرُون وَقت الْحَج وَلِأَن طريقهم قريب وَسَهل يأْتونَ إِلَى مَكَّة ثَلَاث مَرَّات كل سنة
وصف مَكَّة
تقع مَكَّة بَين جبال عالية وَلَا ترى من بعيد من أَي جَانب يقصدها السائر وَأقرب جبل مِنْهَا هُوَ جبل أبي قبيس وَهُوَ مستدير كالقبة لَو رمي سهم من أَسْفَله لبلغ قمته وَهُوَ شَرْقي مَكَّة فترى الشَّمْس من دَاخل الْمَسْجِد الْحَرَام وَهِي تشرق من فَوْقه فِي شهر دي (ديسمبر) وَقد نصب على قمته برج من الْحجر يُقَال إِن إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام رَفعه عَلَيْهِ
وتشغل هَذِه الْمَدِينَة الْوَادي الَّذِي بَين الْجبَال وَالَّذِي لَا تزيد مساحته عَن رمية سَهْمَيْنِ فِي مثلهَا وَالْمَسْجِد الْحَرَام وسط هَذَا الْوَادي وَمن حوله مَكَّة والشوارع والأسواق وحيثما وجدت ثغرة بَين الْجبَال سدت بسور قوي وضعت عَلَيْهِ بوابة وَلَيْسَ بِمَكَّة شجر أبدا إِلَّا عِنْد بَاب الغربي لِلْمَسْجِدِ الْحَرَام الْمُسَمّى بَاب إِبْرَاهِيم حَيْثُ يُوجد كثير من الشّجر الْكَبِير الَّذِي يرْتَفع على حافة الْبِئْر
وَعند الْجَانِب الشَّرْقِي لِلْمَسْجِدِ سوق تمتد من الْجنُوب إِلَى الشمَال وَفِي