المدينة، فخرج في لعث إلى العراق.
فلما بلغ ذلك أباه أمية أنشأ يقول:
لمن شيخان قد نشدا كلابا … كتاب الله لو ذكر الكتابا
أناشده ويعرض إلى إباء … فلا وأبي كلاب ما أَصابا
إِذا هتفت حمامة بطن وجٍ … إلى بيضاتها ذكرا كلابا
أَتاه مهاجران تكنَّفاه … بترك كبيرة خطئا وخابا
تركت أباك مرعشة يداه … وأُمَّك ما تسيغ لها شرابا
تُمسِّح مهده شفقا عليه … وتجنبه أَباعرنا الضَّعابا
فإنَّك وابتغاء الأجر بعدي … كباغي الماء يتَّبع السَّرايا
قال ومربَّعة كلاب منسوبة إليه، كان نزلها حين قدم البصرة.
وقال أيضا أمية:
أَعاذل قد عذلت بغير علم … وما يدريك ويحك ما ألاقي
فإمَّا كنت عاذلتني فردِّى … كلابا إِذ توجَّه للعراق
سأَستدعي على الفاروق ربا … له، رفع الحجيج إلى بساق
إِن الفاروق لم يردد كلابا … على شيخين هامُهما زواق
فلو فلق الفؤاد حماط وجد … لهمَّ سواد قلبي بانفلاق
فلما بلغ عمر كبره وشوقه كتب إلى سعد بن أبي وقاص بالكوفة، يأمره بإقفال كلاب بن أُميّة إليه بالمدينة.
فلما قدم عليه قال لأبيه أميَّة: أي شيء أحب إليك؟ قال: النظر إلى ابني كلاب.