قال: ويحك، أفلا فخَّمت كما فخَّمه الله تعالى؟ فقلت رسول الله.
قال: فأخبرني، ما كانت صناعتك؟ قال: كنت رجلا تاجرا.
قال: فما بلغت تجارتك؟ قال: كنت لا أشتري عيبا، ولا أردّ ربحا.
قال معاوية: سلني.
قال: أسالك أن تدخلني الجنة.
قال، ليس ذاك بيدي، ولا أقدر عليه.
قال: لا أرى بيدك شيئا من أمر الدنيا ولا من أمر الآخرة، فردَّني من حيث جئت بي.
قال: أما هذه فنعم.
قال: ثم أقبل معاوية على أصحابه فقال: لقد أصبح هذا زاهداً فيما أنتم فيه راغبون.
قالوا: وعاش القلمَّس، وهو أمية بن عوف، دهرا طويلا، وهو من حكماء العرب، وكان جده الحارث بن كندة، وهو الذي يقوم بفناء البيت ويخطب العرب، وكانت العرب لا تصدر حتى يخطبها ويوصيها، فقال:" يا معشر العرب، أطيعوني ترشدوا ".
قالوا: وما ذاك؟ قال:" إنكم قوم تفرَّدتم بآلهة شّتى، وإني لأعلم ما الله بكل هذا براض، وإن كان ربَّ هذه الآلهة، إنه ليحبّ أن يعبد وحده ".
فنفرت العرب عنه ذلك العام، ولم يسمعوا له موعظة.
فلما حجّ من قابل اجتمعوا إليه، وهم مزورُّون عنه، فقال: