ثم قال: احملوني على حمار، فإنه بلغني أن الكريم لا يموت على حمار.
فحمل عليه، فمات.
وصية قيس بن عاصم المنقريّ بنيه، قال:" أوصيكم بتقوى الله ﷿، وسوِّدوا أكبركم، فإن القوم إذا سوَّدوا أكبرهم لم يفقدوا أباهم، وضعوا كرائمكم في أعقابكم، وتزوّجوا في مثل ذلك، فإنكم إذا فعلتم مثل ذلك خلفتم أباكم، وعليكم بطلب المال واصطناعه، فإن المال منبهة للكريم، ويستغنى به عن اللئيم، وإياكم ومسألة الرجال، فإنها آخر كسب المرء، ولا يعلمنّ بمدفني بكر بن وائل، فإني كنت أغاورهم في الجاهلية، وكانت بيني وبينهم خماشات، فأخاف أن يفتنوكم في دينكم، أو يدخلوا عليكم غضاضة، ولا تنوحوا عليّ، فإن رسول الله ﷺ لم سنح عليه ".
قالوا: وأوصى عوف بن كنانة الكلبيّ بنيه، فقال:
"يا بنيّ، احفظوا وصيتي، فإنها أنصح الجبلة لكم، وإن أنتم حفظتموها سدتم قومكم بعدي، إلهكم فاتقّوه، ولا تخونوا، ولا تستثيروا السباع في مرابضها فتندموا، وجازوا الناس بالكف عن مساوئهم تسلموا، ونصحّوا وخفُّوا عند