محذوفا، ولا مهلوبا، ولا يعقدن له ذنب دابة إلا من لثق، ولا يركبنّ سرجا صغيرا فتبدو منه أليتاه كفعل الفسّاق، ولا يسيرنّ متلفِّتا ولا طامحا.
فخذه بهذه الخصال، وزده من عندك ما استطعت، فإني سأقيس عقله اليوم وبعد اليوم، فإن رأيته قد ازداد خيرا إلى ما كان عليه رؤي فضل أمير المؤمنين عليك، وإن كانت الأخرى فلا تلم إلا نفسك.
وقد أجريت عليك ألف درهم في كل شهر، سوى كسوتك وجتئزتك.
قالوا: وأوصى أبجر بن جابر العجليّ فقال: " يا بنيّ، إن سرّكم طول البقاء وحسن الثناء والنِّكاية في الأعداء، فإذا استقبلتم الخميس فاستقبلوهم بوجوهكم، وإياكم أن تمنحوهم أكتافكم فتطعنوا بالرماح في أدباركم، فإن أمثل القوم بقيّة الصابر عند نزول الحقائق.
وحدثنا الرياشيّ عن الأصمعي قال: قال أبجر العجليّ لابنه حجّار لما أراد الإسلام: إذا قدمت المصر فاستكثر من الصديق، فإنك على العدو قادر، وإياك والخطب فإنها نشوار كثير العثار.
قال أبو حاتم، وكان البذّال أبو العلاء، وهو من بني مازن بن عمرو بن تميم مرض، فقالوا: كيف تجدك؟ فقال: أجدني مغفورا.