وصية ابن الأهتم قال لما ثقل ابن الأهتم أظهر ماله ودعا بنيه، فقال:" يا بنيّ، دُونكم، فقد كفيتكم كدَّه، وصفا لكم ما اشتهيتم منه، وإنما جمعته لنبوة الزمان، وجفوة السلطان، ومباهاة العشيرة، وأيم الله لوددت أنه كان بين صلعي حمار بالفلاة، أو بقراء مقحل ".
وصية المهلب قال: ولما حضرت المهلب الوفاة جمع بنيه فقال:
"أوصيكم بتقوى الله وصلة الرحم، فإن تقوى الله تعقب الجنة، وإن صلة الرحم تنسئ في الأجل، وتثري المال وتجمع الشَّمل، وتكثر العدد، وتعمر الدار، وتعزّ الجانب، وأنهاكم عن معصية الله وقطيعة الرحم فإن معصية الله تعقب النار، وإن قطيعة الرحم تورث القلّة والذُّلة، وتفرق الجمع، وتدع الدار بلا قِع، وتطمع العدو، وتبدي العورة.
يا بنيّ، قومكم، قومكم، إنه ليس لكم فضل عليهم، بل هم أفضل منكم، إذ فضلَّوكم وسوَّدوكم، ووطئو أعقابكم، وبلغوا حاجتكم فيما أردتم، فلهم بذلك حقّ عليكم وبلاء عندكم، ولا تؤدُّون شكره، ولا تقومون بحقه، فإذا طلبوا فأطلبوهم، وإذا سألوا فأعطوهم، وإن لم يسألوا فابتدأوهم، وإن شمتوا فاحتملوا لهم، وإن غشوا أبوابكم فلتفتح لهم، ولا تغلق دونهم.
يا بنيّ، أني أحب للرجل منكم أن يكون لفعله الفضل على لسانه، وأكره أن يكون للسانه الفضل على فعله.