خذي العفو كمُّي تستديمي موَّدتي ولا تنطقي في سورتي حين أَغضب
فإنِّي رأَيت الحبَّ في الصَّدر والأذى … إذا اجتمعتا لم يلبث الحبُّ يذهب
وصية أبي بكر الصديق ﵁ قالوا: أوصى أبو بكر عمر بن الخطاب، ﵄، فقال: " أن لله عملا بالليل لا يقبله بالنهار، وعملا بالنهار لا يقبله بالليل، إنه لا يقبل نافلة حتى تؤدّى الفريضة، فإنه إنما ثقلت موازينه يوم القيامة باتِّباعهم الحقَّ، وثقله عليهم؛ ويحق لميزان لا يوضع فيه إلا الحق غدا أن يكون ثقيلا، وإنما خفّت موازين من خفَّت موازينه يوم القيامة اتّباعهم الباطل في الدنيا وخفَّته عليهم، ويحق لميزان لا يوضع فيه إلا الباطل أن يكون خفيفا؛ إن الله ذكر أهل الجنة فذكرهم بأحسن أعمالهم، وتجاوز عن سيئهم، فإذا ذكرتهم قلت إني أخاف ألا أكون من هؤلاء، وذكر أهل النار فذكرهم بأسوأ أعمالهم، وتجاوز عن حسنهم، فإذا ذكرتهم قلت إني لأرجو ألا أكون من هؤلاء، وذكر آية الرحمة وآية العذاب ليكون العبد راغبا راهبا لا يتمنى على الله غير الحق، ولا يلقى بيديه إلى التهلكة، فإن حفظت وصيتي فلا يكوننّ غائب أبغض إليك من الموت، ولست بمعجِزِه.
قالوا: وقال ابن داب، قالت أسماء بنت عميس: دخل عمر بن الخطاب على أبي بكر ﵄ في اليوم الذي قُبض فيه.
فقال: يا عمر، صحبت رسول الله ﷺ فرأيت أُثرته إيّانا على أهله، ووالله إن كنا لنرسل إليهم من فضله ما يأتينا منه، وصحبتي ورأيتي، والله ما نمت فحلمت، ولا توهمت فشبِّه لي، وإني لعلى بصرة من رأى.