للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يا عمر، إن أول ما أحذرك به نفسك، فإن لكل نفس شهوة، فإذا أجابتها إليها دعتها إلى ما هو أعظم منها، وأحذِّرك هؤلاء الرهط من المهاجرين، فإني قد رأيتهم طمحت أبصارهم، ونفخت أجوافهم، وتمنى كل امرئ منهم لنفسه، فاحملهم على الطريق الواضح يكفوك أنفسهم، واعلم أنهم لن يزالوا لك هايبين ما هِبتَ الله ﷿، فَرِقين منك ما فرقت منه.

هذه وصيتي إياك، وأَقرأ عليك السلام.

وصية عمر بن الخطاب، وذكروا عن قطر بن خليفة وغيره أن عمر بن الخطاب دعا عبد الله بن عمر، ، فقال: " أي بُنيّ، إذا قام الخليفة بعدي فائته، فقل له، إن عمر بن الخطاب يقرئك السلام، ويوصيك بتقوى الله وحده لا شريك له، ويوصيك بالمهاجرين والأنصار، أن تقبل من محسنهم، وتتجاوز عن مسيئتهم، ويوصيك بأهل الأمصار خيرا، فإنهم غيظ العدوّ وجباة الفيء، لا تحمل فيئهم إلا عن فضل منهم، ويوصيك بأهل البادية خيرا، فإنهم أصل العرب ومادة الإسلام، أن تأخذ من حواشي أموالهم فيردَّ غلى فقرائهم، ويوصيك بأهل الذمّة خيرا، أن تقاتل من ورائهم ولا يكلَّفوا فوق طاقتهم.

وصية علي بن أبي طالب،

قال أبو حاتم، وحدوثونا عن أبي مخنف قال، حدثني عبد الرحمن بن جندب عن أبيه قال، دخلت على بن أبي طالب، ، أسأل به لّما ضربه ابن ملجم، فقمت قائما، ولم أجلس لمكان ابنته، دخلت وهي مستترة، فدعا علي الحسن والحسين، رضوان الله عليهم، فقال:

<<  <  ج: ص:  >  >>