" أوصيكما بتقوى الله، ولا تبغيا الدنيا وإن بغتكما، ولا تبكيا على شيء منها زوى عنكما، قولا الحق، وارحما اليتيم، وأَعينا الضائع، وأَضيفا الجائع، وكونا للظالم خصما، وللمظلوم عونا، ولا تأخذكما في الله لومة لائم.
ثم نظر إلى ابن الحنفية، فقال: - هل فهمت ما أوصيت به أَخويك؟ قال: نعم.
قال: أوصيك بمثله، وأَوصيك بتوقير أخويك، وتزيين أمرهما، ولا تقطع أمرا دونهما.
وقال لها: أوصيكما به، فإنه شقيقكما، وابن أبيكما، وقد علمتما أن أباكما كان يحبّه، فأحبّاه.
وذكر آخرون عن إبراهيم بن أيوب الأسدي قال: حدثني عمرو بن شمر عن جابر الجعفيّ عن محمد بن عليّ قال: أوصى عليّ الحسن بن هلي ﵃، هذا ما أوصى به علي بن أبي طالب، أوصى أنه يشهد أن لا إله إل الله، وحده لا شريك له، وأن محمد عبده ورسوله، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور، ثم إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، لا شريك له، وبذلك أُمرت، وأنا أول المسلمين.
وإني أوصيك يا حسن وجميع ولدي ومن بلغه هذا بتقوى الله ربَّكم، ولا تموتنّ إلا وأنتم مسلمون، واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا، فإني سمعت حبيبي رسول الله ﷺ يقول: صلاح ذات البين أفضل من عام الصيام والصلاة، انظروا ذوي أرحامكم فصلوهم يهونّ عليكم الحساب، والله الله في الأيتام، فلا تغيّرنّ أفواههم بحضرتكم، والله، الله في الضَّعيفَّين، فإن آخر ما تكلم به رسول الله ﷺ أن قال: أوصيكم بالضعيفين خيرا.
والله، الله في القرآن فلا يسبقكم بالعمل به غيركم، والله، الله