قال، وحدثونا عن أبي نعيم عن اسماعيل بن ابراهيم بن المهاجر قال: سمعت عبد الملك بن عمير قال، حدثني رجل من ثقيف قال: استعملني عليّ بن أبي طالب، ﵁ على عكبرا، ولم يكن السواد يسكنه المصلون فقال لي بين أيديهم، استوف خراجهم منهم، فلا يجدوا فيك ضعفا ولا رخصة، ثم قال لي، رُح إليّ عند الظهر. فرحنا إليه، فلم أجد عليه حاجبا، يحجبني دونه، ووجدته جالسا وعنده قدح، وكوز ماء.
فدعا بظبيه " يعني جرابا صغيرا ".
فقلت في نفسي لقد أمنني حين يخرج إليّ جوهرا، فإذا عليها خاتم.
فكسر الخاتم، فإذا فيها، سويق.
فصبه في القدح، فشرب نته، وسقاني، فلم أصبر.
فقلت: يا أمير المؤمنين، أتصنع هذا بالعراق؟ طعام العراق أكثر من ذلك.
فقال: إنما أشتري قدر ما يكفيني، وأكره أن يفنى فيضع فيه غيره، فإني لم أختم عليه بُخلا عليه، وإنما حفظي لذلك، وأنا أكره أن أدخل بطني إلا طيبا، وإني قلت لك بين أيديهم الذي قلت لك لأنهم قوم خدع، وأنا آمرك الآن بما تأخذهم به إن أنت فعلت، وإلا أخذك الله به دوني، وإن بلغني عنك خلاف ما آمرك به عزلتك.
لا تبيعنّ لهم رزقا يأكلونه، ولا كسوة شتاء ولا صيف، ولا تضربنّ رجلا منهم سوطا في طلب درهم، فإنا لم نؤمر بذلك، ولا تبيعنّ لهم دابة يعملون عليها؛ إنا أُمرنا أن نأخذ منهم العفو.