قال: فذهبت، فتتبعت ما أمرني به، فرجعت، ووالله ما بقى درهم واحد إلا وفّيته.
وصية معاوية ﵀ عليه قالوا: وأخبروني أن معاوية لما حضرته الوفاة قال لابنه يزيد: " إني كفيتك الحلِّ والتِّرحال، أو قال الرَّحل والترحال، ووطأت لك الأشياء، وذللت لك الأعزاء، وأخضعت لك أعناق العرب، وجمعت لك ما جمع واحد، فانظر أهل الحجاز، فإنهم أصلك، فأكرم من قدم عليك منهم، وتعهد من غاب عنك منهم، وانظر أهل العراق، فإن سألوك أن تعزل عنهم في كل يوم عاملا فافعل، فإن عزل عامل أحبُّ إليك من أن يشهر عليك مائة ألف سيف؛ وانظر أهل الشام فليكونوا بطانتك وعيبتك، وإذا أصبت بهم عدوّك فارددهم إلى بلادهم، فإنهم إن أقاموا بغير بلادهم أخذوا بغير أخلاقهم.
وإني لست أخاف عليك من قريش إلا الحسين بن عليّ، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن الزبير، ﵃؛ فأما الحسين، فإن له رحما وحقا عظيما، فإن قدرت عليه فاصفح عنه، فإني لو أُتي به عفوت عنه؛ وأما ابن عمر، فيُقيدُّه إيمانه؛ وأما ابن الزبير فخب، ضب، يجثم لك جثوم الأسد، ويروغ روغان الثعلب، فإن أمكنته الفرصة وثب، فإن فعل فقدرت عليه أن تقطّعه إِربا فافعل ".
قال، وحدثونا عن ابن عياش المنتوف قال، لما حضر معاوية الموت، ويزيد ابنه غائب بيت المقدس، وقال آخرون، بل في الصيد، دعا معاوية مسلم ابن عقبة المرّيّ، والضَّحَّاك بن قيس الفهريّ، فقال: " أبلغا يزيد عنّي قولا، قولا له، انظر أهل العراق فإن سألوا عزل عامل