للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فقال لبنيه، احفظوا هذه الأبيات عني:

اِنفوا الضَّغائن عنكم وعليكم … عند المغيب وفي حضور المشهد

بصلاح ذات البين طول بقائكم … إن مدَّ في عمري وإن لم يمدد

ولمثل ريب الدَّهر ألِّف بينكم … بتراحم، وتواصل، وتودُّد

حتى تلين قلوبكم وجلودكم … لمسزَّد منكم وغير مسوَّد

إنَّ القداح إذا جمعن فرامها … بالكسر ذو حنق وبطش أيِّد

عزَّت فلم تكسر وإن هي بدِّدت … فالوهن والتَّكسير للمتندِّد

فلما توفى عبد الملك سجَّاه الوليد بثوبه، ثم سعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: " لم أر مثلها مصيبة، فقد الخليفة ونيل الخلافة، فإنّا لله وإنا إليه راجعون على أعظم المصيبة، والحمد لله رب العالمين على أعظم النعمة ".

ثم دعا الناس إلى البيعة، فبايعوه، ولم يختلف عليه أحد.

وصية الحجاج بن يوسف وحدثونا عن أبي عبد الرحمن التميمي عن سيف عن شيخ ثقيف قال في وصية الحجاج: هذا ما أوصى به الحجاج بن يوسف: " أوصى أنه يشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، وأنه يؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله، ولا نفرق بين أحد من رسله، وقالوا سمعنا وأطعنا، غفرانك ربّنا، وإليك المصير، لا نفرِّق بين أحد من خلفاء الله، ولا نتّهم الله في قضائه فيهم، هم لي أولياء، وأنا لهم وليٌّ في الدنيا والآخرة، من اتّهم الله على قضائه فيهم أو نكث عهده أو عصاه، أو خلع عطاء الله

<<  <  ج: ص:  >  >>