واقبل من الدَّهر ما أتاك به … من قَرَّ عينا بعيشه نَفَعه
قالوا: وعاش الستوغر بن ربيعة بن كعب ثلاثا وثلاثمائة سنة، وقال قوم، ثلاثمائة وثلاثين سنة، وقال في ذلك:
ولقد سئمت من الحياة وطولها … وعمِرتُ من عدد السنين مئينا
رئة حدتها بعدها مائتان لي … وعمرتُ من عدد الشهور سنينا
هل ما بقى إِلا كما قد فاتنا … يومٌ يمرُّ وليلةٌ تحدونا
بقى، يريد، بقى، وهي لغة. وأنشد:
اقاذعتُ كعباً ما بقيتُ وما بقى
وقال المفضل: عاش زمانا طويلا، وكان من فرسان العرب في الجاهلية، وكان رجل من فتيان قومه يجلس إِليه، وكان لذلك الرجل صديق، يقال له، عامر، وكان الفتى يقول لعامر، إن امرأة المستوغر صديقة لي، وهو يطيل الجلوس، فأحب أن يجلس معه، حتى إذا أراد القيام تثاءبت، ورفعت صوتك بالثَّوباء حتى أسمعوا أنصرف من عندها من قببل أن يفجأَنا ونحن على حالنا تلك.
وإنما كان الفتى صديقا لأم عامر، فأراد أن يشغله بحفظ المستوغر، فيخالف الفتى إلى أم عامر، فيكون معها، حتى إذا سمع التثاوب يخرج.
فظن المستوغر لعامر وما يصنع، فاشتمل على السيف، وجلس حتى إذا لم يبق غيره وغير عامر قال: ألا ترى والذي أحلف به، لئن رفعت صوتك لأضربنّك بالسيف