قال: فحلف عليه السبع، ليردَّنها، وليطلقَّنها، ثم لا يقيم ببلد عليه فيها.
فشخصا، وأتى الذئب أ، يتبعهما.
وقال أكثم: يا بنّي، لا حكمة، ولا تكونوا كالكلب، أحبَّ أهله إليه الظاعن، أرى الكيس نصف العيش، ولا تعنفوا طلبا لرزقة، ولا دواء لمن لا حياء له، وفي كل صباح صبوح، واذلل للحق تعزز، ولا تجر فيما لا تدري، وفي الاختبار، وكل ما يذل يحمد، وإنما يمسك من استمسك، وكاد ذو الغربة يكون في كربة، والمنيّة تأتي على البقية، واستر سوءة لما تعرف فيك، والذئب مغبوط بذي بطنه.
قالوا: وكتبت جهينة ومزينة وأَسلم وخزاعة إلى أكثم، أن أحدث إلينا أمرا نأخذ به، فكتب إليهم: لا تفرقوا في القبائل فإن الغريب بكل مكان مظلوم، عاقدوا الثَّروة، وإياكم والوشائظ " قال أبو حاتم، وهم الحشو من الناس " فإن الذلَّة مع القلَّة، جازوا أخلاقكم بالبذل والنَّجدة، إن العارية لو سُئلت، أين تذهبين؟ لقالت، أبغي أهلي ذما، مت يتبّع كل عورة يجدها، والرسول مبلِّغ غير ملوم، من فسدت بطانته كان كمن غصّ بالماء، ولو بغيره غصّ أجارته غصَّته، أشراف القوم كالمُخِّ من الدابة فإنما تنوء الدابة بمخَّها، وأشد القوم مئونة أشرافهم، وهم كحاقن الإهالة، من أساء سمعا أساء إجابه، والدّال على الخير كفاعله، والجزاء بالجزاء والبادئ أظلم، والشَّر يبدوه صغاه، وأهون السَّقي التَّشريع.