للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أَو طعنة تأتي على نفسه … فهَّاقة تأبى على السَّبر

"يريد جياشة، لا يرد دمها الفتل ".

عُمِّرت دهرا ثمَّ دهرا وقد … آمل أَن آتي على دهرِ

فإن أَمت فالموت لي خيرة … من قبل أَن أَهذي ولا أدري

خمسون لي قد أكملت بعدما … ساعد لي قَرنان من عمري

"قرنان مائتا سنة، ويروى دهران من عمري ".

قالوا: وعاش تيم الله بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفضى بن دُعمى بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار ابن مَعد خمسمائة سنة حتى أَخلق أربعة لُحُم حديد، وكان من دهاة العرب في زمانه.

فبلغنا أنه بعث بنيه ذات يوم في طلب إبل له ظلَّت، فهبت ريح بعدما خرجوا من عنده شديدة، وذلك في الشتاء، فقال لامرأته، أمَّ بنيه: انظري من أين هبت الريح.

فنظرت، ثم قالت: من مكان كذا وكذا.

فقال لها: أَخنتيني في بنيّ أم لا؟ فقالت لا والله ما خنتك فيهم.

فقال: ويحك، والله إني لأعلم أنها ريح تُدهدي البعر، وتعفوا الأثر فلا يعرفون منطلقا، وإنها لتسوق مطرا فلا يعرفون أَثرا، فإن رجعوا فإنهم بنيّ، وإياي أشبهوا، وإن مضوا فلن تريهم أبدا، وقد خنتني فيهم، ووالله لأقتلنَّكِ إذن قبل أن يرجعوا.

ثم لم يزل ليلة أجمع ما ينام وما تنام امرأته حتى إذا كان عند طلوع الفجر رجع أحدهم، فقال له أبوه، تيم الله:

<<  <  ج: ص:  >  >>