للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فأتى ابن أخيه العمَّ، فشكا ذلك إليه، فقال له عامر: " يا ابن أخي، إنها وإن كانت ابنتي فإن لك نصيباً مني " أو قال، فإن نصيبك الأوفر مني " فاصدقني، فإنه لا رأى لمكذوب، فإن صدقتني صدقتك، إن كنت نفَّرتها فذعرتها، فاخفض عصاك عن بكرتك تسكن، وإن كانت نفرت منك من غير إنفار فذلك الداء الذي ليس له دواء، وإلا يكن وماق ففراق، وأجمل القبيح الطلاق، ولم نترك أهلك ومالك، وقد خلعتها منك بما أعطيتها، وهي فعلت ذلك بنفسها.

فزعمت علماء العرب أن هذا أول خلع كان في العرب وثبت في الإسلام.

وكان من حديث عامر بن الظَّرب أيضا، أنه كان يدفع بالناس في الحج، وذلك أنه كان وقومه طلبوا أن يجيزوا من ورد عليهم من تلقاء محلّتهم ببطن وجّ، وكان طريق أهل السَّراة، وهم أزد شنوءة، فدخلوا على صوفة، فكانوا يجيزون عدوان يوما، وصوفة يوما، وكان الذي يتولى إجازة الحج من عدوان أبو سيّارة العدوانيّ " هكذا أملاه أبو حاتم، وليس بمستو العدواني "، فقال:

يا ربَّة العير ردِّيه لمرتعه … لا تظعني فتهيجي النَّاس بالظَّعن

أضحت أيادي بني عمرو مجلَّلة … تمَّت بلا كدر فيها ولا منن

ثواب ما قد أتوه عندنا لهم … الشُّكر منَّا لما أسدوا من الحسن

فأجاز أبو سيّارة العدوانيّ بالناس أربعين سنة على عير له، حتى إن كانت العرب لتضرب المثل به فتقول: أصحُّ من عير أبي سيَّارة.

قال: فبينا عامر يدفع بالناس إذ بصر به رجل من ملوك غسّان فأعجبه نحوه

<<  <  ج: ص:  >  >>