للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

صباحٌ مطيرٌ، ووجهٌ نَضيرُ ... وقدرٌ تفور، وكأسٌ تدورُ

وبيني وبينك ما قد علمت ... ببيتٍ يَسُرُّ وشعرٍ يَسيرُ

فقم نصطبح قبل فوت الزمانِ ... فإن زمان التلاقي قصير

وكتب البحتري إلى المبرِّد:

يوم سبتٍ، وعندنا ما كفى الحُرَّ، طعامٌ، والوردُ منّا قريبُ

ولنا مجلس على النهر فيَّاح فسيحٌ، ترتاح فيه القلوبُ

ودوامُ المُدام يدنيكَ مِمَّن ... كنت تهوى، وإن جفاك الحبيب

فأْتِنا يا محمدُ بن يزيدٍ ... في استتارٍ كي لا يراك الرقيب

تطرد الهمَّ باصطباح ثلاثٍ ... مُترَعاتٍ، تُنفي بِهِنَ الكروبُ

إن في الراح راحةً من جوى الحب وقلبي إلى الأديب طَروبُ

لا يرعك المشيب منِّي فإني ... ما ثناني عن التصابي المشيب

إبراهيم بن إسماعيل:

صباح مطيرٌ، وعيش نضيرُ ... وقدرٌ تفور، وكأس تدور

وفينا مساعدة جمَّةٌ ... يتمُّ بها لي فيك السرورُ

فإن كان هذا كما قد وصفت فإنَّالتفرُّقَ خطبٌ كبيرُ

فقم نصطبح قبل فوت الزمان ... فإن زمان التلاقي قصير

قال إسحق: وكتب إلي العباس بن جرير: لو لم يكن في الاجتماع عندنا إلاَّ طرح الحشمة، وتأكيد المودَّة، لكان كافياً، فكيف وفيها من مفارقة الأحزان ما أنت عارف والسلام.

وقال آخر:

اليوم يوم كتابِ ... ويوم إغلاق بابِ

ويوم ناي وعودٍ ... ونرجس وشرابِ

وقال آخر:

يومنا طيب ولو شاء ربي ... زادني فيه باقترابك طيبا

ليس يصفو إلاَّ بقربك لي عيشٌ، ومن لي بأن تكون قريبا

ولعمري لو شئت زرتَ، ولو زرت، لما كان ذاك منك عجيبا

وكتب ذيك الجن، إلى بعض إخوانه:

لك عندي من طِّيب الورد أطباق ملاحٌ تدني بعيد سرورِكْ

وشرابٌ كطِيب نشرك يلقي ... فوق أيدي السقاة نوراً كنورِك

فبحقي، أهدِ السرور إلى من ... لا يلذُّ الدنيا بغير حضورك

وكتب ابن مكرم إلى أبي العيناء: عندي سكباج يرغب [فيه] المحبون، وحديث يطرب المحزون، وإخوانك المحبُّون فلا تعلُ عليَّ وأأتونْ. فكتب إليه أبو العيناء: اخسأُوا فيها ولا تكلِّمون.

وكتب كُشاجم إلى بعض إخوانه في يوم شك:

هو يوم شكٍّ يا عليُّ وأَمرُهُ قد كان يُحذَرْ

والجوُّ حُلَّتُه مُمسكةٌ ومُطرَفُهُ مُعنبرْ

ولنا فضيلات تكون ليومنا قوتاً مُقدَّرْ

ومدامة صفراءَ أدرك عمرَها كسرى وقيصر

فانشط بنا لنَحُثَّ من كاساتنا ما كان أكبر

أو لا فإنك جاهل إن قلت إنك سوف تُعْذَرْ

وكتب العباس بن جرير: يومنا طاب أولُه ودجا آخرُهُ، مستقبلٌ ذو سماءٍ قد أقشعت بعد أن أروت، وأنت تُكثِّر القليل، ونشفي الغليلَ، فلا توحشنا بتخلفك عنا، ولا تستوحش بتفردك منا فإنك إن تأتنا نشكرُ وإن تخلفت عنا لا نعذر.

الفضل بن جعفر: يومنا يوم رقيق الحواشي، ليِّن النواحي وأنت موضع السُّرور، ونظام العيش والحبور، فأقبل إلينا وكن جواب رقعتنا، نَسْعد بك وتسعد بنا.

وكتب آخر: يومنا قد أشرق نوره، وكمل سروره، ذو سماءٍ قد هطلت، وجادت بوبلها وأسبلت، وبك تمام كل لذة، فأجمع شملنا بقربك.

وكتب آخر: رؤيتك أحسن من العافية وأزين من المال والولد، وقد اشتقت إلى نِعَمِكَ العذاب، فبحف العشرة وعظيم حق الخدمة، إلا مننت برد الجواب فكنته.

وكتب آخر: أنا ظمآنٌ إلى رؤيتك، صادٍ إلى تكرار الطرف في غُرَّتك، فإن رأيت أن تبرِّد غليل أخيك، وتبهج وجهه بماءِ وجهك، وتؤنس وحشته بقربك، وتؤثره على كل شغلك، وتدفع همومه بمحاضرتك.

سعيد بن حميد: قد جعلك الله للشمل نظاماً، وللسرور تماماً، وجعل مشاهد الأُنس إذا خلت منك رثة المنظر، وجعلها بك محمودة الأُر، فرأيك في إيجاب المنة على أخيك، االزيارة موفقاً.

علي بن عبده: الإبطاء ينتج القطيعة، وإدمان العهد ينمي المودة، وعلى حسب تشاكل الأخلاق يدوم التواصل، والحديث يبهج القلوب ويزيد في الأُنس، كما أن المنظر المُونق متنزَّه الأبصار.

الصنوبري:

<<  <   >  >>