وَلَا أعرف فِي الْحَث على مجانبة الشَّرّ أَجود من قَول مُعَاوِيَة (إِنِّي لاكرم نَفسِي أَن يكون ذَنْب أعظم من حلمي وَمَا غَضَبي على من أملك وَمَا غَضَبي على من لَا أملك) مَعْنَاهُ إِذا كنت مَالِكًا لَهُ فَإِنِّي قَادر على الانتقام مِنْهُ فَلم ألزم نَفسِي الْغَضَب وَإِن كنت لَا أملكهُ فَلَا يضرّهُ غَضَبي فَلم أَدخل الضَّرَر على نَفسِي بغضب لَا يضر عدوي
وَقلت فِي هَذَا الْمَعْنى
(وَمَا غضب الانسان من غير قدرَة ... سوى نهكة فِي جِسْمه وشحوب)