للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

.. لست بالواجد حرا ... أو ترد اليوم أمسا

فاغرس اليأس بأرض الزهد ... ما عمرت غرسا

وليكن يأسك دون الطمع ... الكاذب ترسا ...

قال أَبُو حاتم رَضِيَ اللَّه عنه العاقل يجتنب الطمع الى الأصدقاء فإنه مذلة ويلزم اليأس عَن الأعداء فإنه منجاة وتركه مهلكة والإياس هو بذر الراحة والعز كما أن الطمع هو بذر بالتعب والذل فكم من طامع تعب وذل ولم ينل بغيته وكم من آيس استراح وتعزز وقد أتاه مَا أمل وما لم يأمل

وأنشدني الأبرش ... يعرى ويغرث من أمسى على طمع ... من المكارم وهو الطاعم الكاسي

إن المطامع ذل للرقاب ولو ... أمسى أخوها مكان السيد الراس ...

وأنشدني محمد بن اسحق الواسطي ... ألم تعلمي أني إذا النفس أشرفت ... على طمع لم أَنَس أن أتكرما

ولست بلوام على الأمر بعد مَا ... يفوت ولكن على أن أتقدما ...

أنبأنا مُحَمَّد بْن سَعِيد القزاز حَدَّثَنَا الفضيل بْن يُوسُف الكوفي حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه ابن جبلة الكناني عَن معاوية بْن عمار عَن أَبِي جعفر قَالَ اليأس عما في أيدي الناس عز ثم قَالَ أما سمعت قول حاتم الطائي ... إذا مَا عزمت اليأس ألفيته الغنى ... إذا عرفته النفس والطمع الفقر ...

ذكر الحث على مجانبة المسألة وكراهيتها

حَدَّثَنَا أَبُو يَزِيدَ خَالِدُ بْنُ النَّضْرِ بْنِ عَمْرٍو الْقُرَشِيُّ بِالْبَصْرَةِ حَدَّثَنَا عبد الواحد ابن غِيَاثٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لأَنْ يَأْخُذَ أحدكم حبلا فيأتي بحزمة حَطَبٍ فَيَبِيعَهَا خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ أَعْطَوْهُ أَوْ مَنَعُوهُ

<<  <   >  >>