.. بطر النعمة من ضيعها ... ومضيع الشكر مستدعي الغير
فاجعل الشكر عليها حارسا ... ربما ابتز الفتى النعمى البطر ...
حدثني عمرو بْن مُحَمَّد حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن زكريا حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الجشمي حَدَّثَنَا علي بْن مُحَمَّد قَالَ مر عمر بْن هبيرة لما انصرف في طريقه فسمع امرأة من قيس تقول لا والذي ينجي عمر بْن هبيرة فقال يا غلام أعطها مَا معك وأعلمها أني قد نجوت
قال أَبُو حاتم رَضِيَ اللَّه عنه صرحت السنة عَن المصطفى صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وسلم بأن كل راع مسئول عَن رعيته فالواجب على كل من كان راعيا لزوم التعاهد لرعيته فرعاة الناس العلماء وراعي الملوك العقل وراعي الصالحين تقواهم وراعي المتعلم معلمه وراعي الولد والده كما أن حارس المرأة زوجها وحارس العبد مولاه وكل راع من الناس مسئول عَن رعيته
وأكثر مَا يجب تعاهد الرعية للملوك إذ هم رعاة لها وهم أرفع الرعاة لكثرة نفاذ أمورهم وعقد الأشياء وحلها من ناحيتهم فإذا لم يراعوا أوقاتهم ولم يحتاطوا لرعيتهم هلكوا وأهلكوا وربما كان هلاك عالم في فساد ملك واحد ولا يدوم ملك ملك إلا بأعوان تطيعه ولا يطيعه الأعوان إلا بوزير ولا يتم ذلك إلا أن يكون الوزير ودودا نصوحا ولا يوجد ذلك من الوزير إلا بالعفاف