للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإن تكن الأخرى فإن وراءنا ... مفاوز لو سارت بها العيس كلت ...

قال أَبُو حاتم رَضِيَ اللَّه عنه لا يجب على العاقل أن يناقش على تصحيح الإعتاب بالإكثار مخافة أن يعود المعاتب إلى مَا عوتب عَلَيْهِ لأن من عاتب على كل ذنب أخاه فحقيق أن يمله ويقلاه وإن من سوء الأدب كثرة العتاب كما أن من أعظم الجفاء ترك العتاب والإكثار في المعاتبة يقطع الود ويورث الصد

ولقد أنشدني عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد النقيب البغدادي لابن المعتز ... معاتبة الإلفين تحسن مرة ... فإن أكثروا إدمانها أفسد الحبا

إذا شئت أن تقلى فزر متتابعا ... وإن شئت أن تزداد حبا فزر غبا ...

وأنشدني مُحَمَّد بْن أَبِي علي الصيداوي ... إذا كنت في كل الأمور معابتا ... خليلك لم تلق الذي لا تعاتبه

فعش واحد أو صل أخاك فإنه ... مقارف ذنب مرة ومجانبه

إذا أنت لم تشرب مرارا على القذى ... ظمئت وأي الناس تصفو مشاربه ...

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُهَاجِرِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الذُّهْلِيُّ عَنْ أَبِي السَّائِبِ قَالَ قَالَ عَلِيٌّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لا تُكْثِرِ الْعِتَابَ فَإِنَّ الْعِتَابَ يُورِثُ الضَّغِينَةَ وَالْبَغْضَةَ وَكَثْرَتُهُ مِنْ سُوءِ الأَدَبِ

قال أَبُو حاتم رَضِيَ اللَّه عنه قد ذكرت مَا يشاكل هذه الحكايات في كتاب مراعاة الإخوان فأغنى ذلك عَن تكرارها في هذا الكتاب

[ذكر استحباب قبول الاعتذار من المعتذر]

أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ بِنَصِيبِينَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ الطَّائِيُّ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنِ الثَّوْرِيِّ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مِينَا عَنْ

<<  <   >  >>