للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

التي يحتاج العاقل إلى الانتباه لها أو الإفادة بالشيء الخطير الذي يحتاج الجاهل الى معرفتها ٠

فقرب العاقل غنم لأشكاله وعبرة لأضداده على الأحوال كلها ولا يجب لمن تسمى به أن يتدلل إلا على من يحتمل دلاله ويقبل إلا على من يحب إقباله ولو كان للعقل أبوان لكان أحدهما الصبر والأخر التثبت ٠

جعلنا اللَّه ممن ركب فيه حسن وجود العقل فسلك بتمام النعم مسلك الخصال التي تقربه الى ربه في داري الأمد والأبد إنه الفعال لما يريد ٠

[ذكر إصلاح السرائر للزوم تقوى الله]

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ زُهَيْرٍ بِتُسْتَرَ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ حدثنا مؤمل ابن إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ زِيَادِ بْنِ عَلاقَةَ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا كَرِهَ اللَّهُ مِنْكَ شَيْئًا فَلَا تَفْعَلْهُ إِذَا خَلَوْتَ

قال أَبُو حاتم الواجب على العاقل الحازم أن يعلم أن للعقل شعبا من المأمورات والمزجورات لا بد له من معرفتها واستعمالها في أوقاتها لمباينة العام وأوباش الناس بها ٠

وإني ذاكر في هذا الكتاب إن اللَّه قضى ذلك وشاءه خمسين شعبة من شعب العقل من المأمورات والمزجورات ليكون الكتاب مشتملا على خمسين بابا بناء كل باب منها على سنة رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وسلم ثم نتكلم في عقيب كل سنة منها بحسب مَا يمن اللَّه به من التوفيق لذلك إن شاء اللَّه ٠

فأول شعب العقل هو لزوم تقوى اللَّه وإصلاح السريرة لأن من صلح جوانيه أصلح اللَّه برانيه ومن فسد جوانيه أفسد اللَّه برانيه ٠

ولقد أحسن الذي يقول ... إذا مَا خلوت الدهر يوما فلا تقل ... خلوت ولكن قل علي رقيب

ولا تحسبن اللَّه يغفل ساعة ... ولا أن مَا يخفى عَلَيْهِ يغيب ...

<<  <   >  >>